تعتبر مدينة «فوة» من المدن المصرية القديمة، حيث تقع علي فرع رشيد شمالي محافظة كفر الشيخ، وتمتد علي ساحل النهر 2 كم، وهي ثالث المدن الإسلامية من حيث احتوائها علي عدد من العمائر الدينية والمدنية الأثرية التي ترجع إلي العصر الإسلامي بعد مدينتي القاهرة ورشيد. تضم «فوة» العديد من المساجد والزوايا والقباب والعمائر التي ترجع إلي العصر المملوكي والعثماني ومنها علي سبيل المثال لا الحصر مسجد الإمام حسن نصر الله، ومسجد ظهير الدين أبو المكارم، ومسجد الشيخ نميري، ومساجد أخري. ومن منشآت التصوف الإسلامي التي انتشرت في مصر الإسلامية كالخان ولا يوجد لها مثيل إلا في مدينة فوة وهي مكان لإيواء الدراويش والمنقطعين للعبادة ولهذا يتم استغلال التكية الخلواتية كمركز للثقافة الإسلامية وتجمع العلماء ورجال الدين والطرق الصوفية وعمل احتفالات دينية، كما يوجد بها مكتبة لتحفيظ القرآن الكريم. أما الربع الخطابية فهو مكان يتجمع فيه صناع المدينة كل يعمل في حرفته ويرجع تاريخ إنشائه إلي منتصف القرن الثالث عشر الهجري وتم ترميمه واستغل الدور الأرضي به معهداً لتدريب الحرف الأثرية التي تشتهر بها مدينة فوة مثل ورش الكليم والسجاد والتحف الخشبية، كما استغل الدوران الثاني والثالث معرضا للوحات مدون عليها جميع ما يتعلق بالآثار الإسلامية بمدينة فوة. أصبحت مدينة فوة في عهد محمد علي باشا إحدي قلاع الصناعة في مصر، فقد أنشئ بها مصنع الطرابيش الذي اشتهرت به ومصانع الغزل ومازالت صناعة السجاد والجوبلان بفوة تحتل مركزاً متميزاً ولها شهرة عالمية وقد تم تطوير هذه الصناعة ويصدر إنتاجها إلي دول العالم المختلفة وأشهرها سويسرا وإيطاليا وكندا وبلجيكا والدنمارك ودائما ما يتطلع الأثرياء والمسئولون لشراء الجوبلان والكليم الفاخر من فوة، وكان الرئيس مبارك أشهر من اشتري هذه القطع الفاخرة، حيث اشتري 500 قطعة من الجوبلان «500 جنيه »والسجاد المصنع يدويا للقصور الرئاسية خلال زيارته في رمضان 2008 للمدينة بعد إعجابه بدقة صناعتها. ولكن بالرغم من كل هذا فإن المدينة تعاني نقص الخدمات مثل تهالك الطرق والتي أصبحت غير صالحة للسير وتحتاج للرصف ويوجد تلوث في مياه الشرب، كما أثبتت تقارير المعمل المشترك، حيث يقوم مافيا الأقفاص السمكية بوضعها في النيل، مما يسبب تلوث مياه الشرب، وبالرغم من إعلان منظمة اليونسكو اعتماد مدينة فوة كمتاحف بلا حدود بالنسبة لسياحة اليوم الواحد فإن الدولة لم تستثمر تميز المدينة التي تحتوي علي 365 مسجداً أثرياً بعدد أيام السنة وتركتها دون رعاية واهتمام. وبالنسبة للكليم فقد أهملته أيضا المحافظة، مما أدي إلي تدهور صناعته لعدم وجود معارض تسويق داخلية وخارجية، مما أدي إلي هروب وتسريح 800 عامل متخصص وتدخل المحافظة تدخلا سلبيا لصالح جمعية رجال الأعمال علي حساب مصنعي ومشايخ المهنة. ولعل أبرز أحداث فوة علي الصعيد السياسي في الفترة الحديثة رفض أهالي مدينة فوة زيارة السفير الأمريكي في نهاية 2003 عقب احتلال العراق بدعوة من جمعية رجال الأعمال، مما أدي إلي تنظيم مظاهرات رافضة للزيارة وتهديد الأمن باعتقال المواطنين وتم تعليق لافتات بالمدينة تندد بالزيارة.