في مؤتمر صحفي طارئ، أكد علي جمعة مفتي الجمهورية أن البابا شنودة أحسن عندما لم يوقف الاحتفال بعيد الميلاد، وقال: " نحن لا نوقف الحياة بسبب عمل إرهابي، فلا نختزل الأمور فيضيق علينا العالم، ونريد أن نصبر ونحتسب، وأوضح أنه إذا كانت هذه الجرائم ارتكبها بعض المنتسبين للإسلام فليبحثوا عن دين آخر ينتسبون إليه لأن الإسلام يرفض هذه الأعمال ويأباها وينكرها أشد الإنكار"، وشدد علي أن حد الحرابة ينطبق انطباقا تاما علي هؤلاء المجرمين الذين يقومون بتفجير دور العبادة للمسلمين أو المسيحيين ولا ينبغي أن نعفوا علي مثل من يقومون بهذه الجرائم التي فاقت كل تصور وحد . وشدد علي أن محاصرة الإرهاب والقضاء عليه تحتاج لطول نفس، وهذا النفس الطويل يحتاج لصبر وحكمة وديمومة وهذه رسالة نريد إرسالها للشباب الذي يعتقد ان العلماء لا يتحركون إلا مع الأزمات، ولابد ألا ييأس الناس لمواجهة هذه العقلية النتنة التي تسمي الإرهاب الذي يسير في طريق مسدود ولن ينجح أبدا . وحول تصوير الأمور وأحداث الإسكندرية بأنها عنف صادر من مسلمين أوضح أن الشخص عندما يفقد عزيز لديه أصبح مضطربا، والإنسان صاحب المصيبة معذور، فالله يكون في عون من فقدوا ضحايا في احداث الاسكندرية، ولابد أن علينا أن نتمتع بسعة الصدر، وصدور تصرفات غير لائقة ممن يصاب بمصيبة يتطلب الرحمة وأن يكون لدينا كمصريين سعة صدر، وهذا شيء إنساني فطري متفق عليه وحول دعوة بابا الفاتيكان لحماية المسيحيين في الشرق قال : الترجمة تقوم بدور خبيث في نقل المعلومة، وينبغي علينا ان نكون متأنين ولا نحمل الكلام نوايا لا تذكر ونتعامل مع أصل الكلام مع مراعاة دقة الترجمة،. وعن دعوة الشباب لعمل جدار بشري، ودروع حول الكنائس في 7 يناير قال هذه دعوات تعبر عن الشعور الوطني لا أكثر ولا اقل، ولكن الإرهابي لا يردعه هذا لأنه لا يعترف بذلك، ولكن علينا ان نراقب ونلاحظ، وعلينا أن نتوجس ونتحرك بطريقة أكثر لحصار الإرهابيين، وهذا أكثر واقعية، فالإرهابي عندما يريد التفجير سيفجر المسلم والمسيحي، فتحقيق الطمأنينة لا يعني أن نضحي بمسلمين حتي نؤكد عدم وجود طائفية . ودعا المفتي إلي ضرورة تفعيل مبادرة «كلمة سواء»، وقال :هذه المبادرة مهمة أن يطلع عليها المصريون، وهذا وقتها، خاصة أن الصحافة العالمية بدأت تنظر لهذا، والتذكير بها قد يوقف كرة الثلج التي تتكون في الغرب ضد مصر تشتمل علي نار فتنة، مشيرا إلي أنها تبحث عن المشترك بيننا وبين الآخر، وننكر جميع أعمال العنف وتقول هيا بنا نجلس سويا حتي نسمع بعضنا البعض لنزيل أي احتقان. وأضاف ان المبادرة بنيت علي 3 امور هي حب الله، وحب الجار حيث إن الجوار يتطلب أن نحب بعضنا بعضا، والبحث عن المشترك، وكلها قيم لا يرفضها أحد لأنها عرضت من القرآن والكتاب المقدس، لننطلق معا، وهذا يمنع أن يحدث احتقان وظهور دوامة عنف لا نهاية لها . نحاول أن نقوم ببعض الدراسات التي تحاصر العنف وتبين أسبابه ومنها دراسة عالمية علي العنف في القرن العشرين وأخذنا سبع طوائف منها المسيحيون والمسلمون ومن لا دين له، وقمنا بهذا البحث في مؤسسة آل البيت ونستدعيها اليوم، فنحن نعمل ولا تحركنا الأحداث . وأوضح أن هذه الدراسة أثبتت أن المسلمين ليسوا أشد الناس عنفا بل أتوا في الوسط، وأن الهندوس أقل الناس عنفا في العالم . فيما أكد بيان لدار الإفتاء صدر أمس أن الإسلام حرم تحريما قاطعا الاعتداء علي الأبرياء بوجه عام بغض النظر عن دياناتهم وأعراقهم وأجناسهم داخل وخارج دور العبادة، كما حرم الاعتداء علي دور العبادة الخاصة بغير المسلمين بجميع أشكاله، محذرة من خطورة التمادي في مثل تلك الأعمال التي تؤدي لتآكل النسيج الوطني الواحد، خاصة أنه يلحق الضرر بالمسلمين وغير المسلمين، بالإضافة إلي الإضرار بالصورة الذهنية الصحيحة للإسلام والمسلمين في الشرق والغرب، وتدعم الصورة الباطلة التي يحاول اعداء الإسلام أن يثبتوها في نفوس العالم من أن الإسلام دين متعطش للدماء.