شيع آلاف الأهالي من قرية "حرفوش" التابعة للوحدة المحلية بقرية زاوية الكرادسة في الفيوم جثمان شهيد الشرطة الذي راح ضحية حادث كمين شرطة كوبري المنيب بالجيزة، حيث خرجت القرية عن بكرة أبيها في مشهد جنائزي مهيب لتشييع جثمان الشهيد إلي مثواه الأخير. لم يتمالك معظم الأهالي أنفسهم من هول الصدمة لما يتمتع به الشهيد الراحل عماد رمضان نمر 26 سنة من حب نظرا لأدبه الجم كما يؤكد العديد من أهالي القرية. عماد ابن ال26 عاما لم يكن يعرف أنه سوف يخرج من منزله ومن بين أحضان عائلته ليلقي حتفه برصاص الغدر والخيانة، ولم يكن يتصور أن يكون المشهد كالذي ساقه القدر. خرج شهيد الشرطة وترك زوجته العروس الذي تزوجها منذ ثلاثة أشهر فقط ليودع الحياة ويودع والدته وأشقاءه الأربعة. الأم سعاد عبد الستار 45 سنة لم تتمالك نفسها من هول الصدمة وخرجت مسرعة عندما علمت بالخبر وسافرت إلي القاهرة لتري ولآخر مرة في حياتها ابنها جثة هامدة. ولم تستطع زوجة الشهيد الحديث بعدما جاء جثمان زوجها العريس إلي القرية ووقعت علي الأرض مغشيا عليها لتنقل بعدها إلي المستشفي. لم يختلف حال أشقائه الأولاد والبنات وبدوا منهارين لا يستطيعون الحديث وعلي لسان الجميع كلمة واحدة "ارجع يا عماد مين هيصرف علينا ومين هياخد باله مننا متسبناش". وقالت مروة 15 سنة شقيقة الضحية إنها كانت تعتبره بمثابة والدها الذي راح ضحية حادث تصادم مروع وقع بطريق الإسكندرية منذ 8 سنوات وأنه كان ينفق عليها وأسرتها المكونة من 5 أفراد بجانب زوجته. وأضافت الشقيقة الصغري نورا 12 سنة بالصف الأول الإعدادي أن شقيقها تزوج فقط منذ ثلاثة أشهر وكان نعم الأخ والأب ولم يبخل علينا بشيء، كما أنه كان يأتي إلينا بالملابس والمأكولات من القاهرة وكنا نراه كل ثلاثة أيام. وتضيف بحرقة شديدة والدموع تنهمر من بين عينيها أنها فقدت أعز ما تملك في الحياه قائلة "منهم لله الذين قتلوا شقيقي دون أن يرتكب ذنبا". أما بهية أحمد عيد جدة الشهيد تأكدت أن حفيدها كان محبوبا من جميع أهالي القرية وكان يتسم بالخلق الحسن، بالإضافة إلي أنه كان دائما يلبي جميع احتياجاتي المادية وشراء الملابس لي خاصة أننا من الفقراء. فيما بدأت أجهزة الأمن بالجيزة بإشراف اللواء أسامة المراسي مساعد الوزير لأمن الجيزة في حصر وفحص أصحاب الشهيد عماد رمضان وعريف الشرطة الذي استشهد أمس الأول علي اثر إطلاق ملثم مجهول النار عليه أعلي نقطة المريوطية، حيث بدأ فريق البحث الذي يقوده اللواء كمال الدالي مدير المباحث في استدعاء وجمع المعلومات حول أقارب المجني عليه بالفيوم للوصول لأي معلومة تفيد فك غموض الحادث حيث تتوقع أجهزة الأمن أن يكون الشهيد قتل بسبب الثأر أو خلافات مع أحد الأقارب فيما أكد البعض من أقارب الشهيد عدم وجود خلاف بين الشهيد وأي شخص آخر بالبلد وأنه كان يتمتع بسمعة طيبة، يأتي هذا فيما أثبتت معاينة العميد مجدي عدالعال رئيس مباحث قطاع الجنوب أن الطلقات المتواجدة من سلاح آلي وأن مرتكب الواقعة استخدم سيارة لصعوبة الصعود أعلي محور المريوطية علي الأقدام حيث يتطلب السير لمدة أكثر من نصف ساعة وأنه يتمتع بسمعة طيبة بين زملائه. من جانب آخراستمعت نيابة حوادث جنوبالجيزة بإشراف المستشار مجاهد علي مجاهد المحامي العام الأول للنيابات لأقوال 5 مجندين شهود واقعة مقتل زميلهم عماد رمضان عبدالباقي 32 سنة الذي لقي حتفه أثناء تأدية عمله بنقطة تفتيش المريوطية. قال الشهود إنهم سمعوا أصوات الطلقات النارية من أحد الأشخاص ولم يتمكنوا من رؤيته لأنه كان ملثماً. بينما قال أحد الشهود يدعي «علي» إنه رأي الشخص الملثم وكان يقصد المجني عليه بذاته، فقال بصوت عالٍ: ارفعوا ايديكم واتركوا سلاحكم، فاختبأ علي داخل الحمام واختبأ باقي المجندين والشخص الملثم لم يقم بالتعدي علي أحد إلا المجني عليه وأطلق علي عماد 10 طلقات استقرت 9 منهم بجسده فلما تأكد من وفاته فر هارباً بصحبة اثنين معه بسيارة ملاكي. ويباشر التحقيقات هشام حاتم مدير نيابة الحوادث ومحمود عبود وكيل أول النيابة وقررت النيابة ندب الطب الشرعي لتشريح الجثة، وسرعة التحريات حول الواقعة. وتواصل أجهزة الأمن بالجيزة جهودها للبحث عن الملثم القاتل ورفاقه.