قرية "حرفوش" تشيع جثمان شهيد الشرطة في كمين المريوطية

في موكب جنائزي مهيب شيع أهالي قرية حرفوش بمركز الفيوم شهيد الشرطة عماد رمضان نمر عبدالباقي "26 سنة" والذي لقي مصرعه فجر أمس علي يد مجهول أثناء تأدية عمله بكمين المريوطية بمحافظة الجيزة.
تقدم الجنازة العميد محمد أبوطالب مأمور مركز شرطة الفيوم نائبا عن اللواء مرسي عياد مدير أمن الفيوم وأكثر من ألفين من أبناء القرية حيث حضر جثمان الشهيد بسيارة خاصة من مشرحة زينهم بالقاهرة وأقيمت صلاة الجنازة وسط مقابر القرية مساء أمس وتم دفنه بمقابر الأسرة وسط هتافات أهالي القرية وبكاء نسائها الذين نددوا بالأيدي الغادرة التي اغتالت ابن قريتهم أثناء تأدية واجبه.
من ناحية أخري قرر الدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ الفيوم صرف مكافأة عاجلة لأسرة الشهيد وتوفير فرصة عمل لزوجته نظراً للظروف الصعبة التي تمر بها أسرة الشهيد.
انتقلت "المساء" إلي قرية الشهيد وحضور الجنازة واللقاء مع أسرة وأهالي قرية الشهيد.
يقول عبدالله عبدالسلام معوض- فلاح وعم الشهيد: لم نتوقع أن تكون نهاية ابن شقيقي عماد بهذه الطريقة البشعة فوالده توفي منذ 10 سنوات في حادث سيارة بطريق الإسكندرية- القاهرة الصحراوي وتزوج الشهيد منذ 3 أشهر فقط بإحدي الفتيات من أقاربه وليلة الحادث كان عندي في المنزل وتناول معي العشاء وسهر معي حتي منتصف الليل وطلبت منه أن يذهب للنوم في منزله حتي يستطيع أن يذهب لعمله بعد صلاة الفجر حيث كان يذهب صباحاً لعمله بالجيزة ويعود مساء لزوجته.
أضاف عم الشهيد: إن عماد كان يعول أسرة مكونة من والدته وزوجته و3 أشقاء صغار حيث كان العائل الوحيد لأسرته محدودة الدخل ولا يملك من الدنيا إلا مرتبه.
يضيف سيد عبدالستار- فران وصديق الشهيد: إن عماد كان يواظب علي الصلاة في أوقاتها وكان إنساناً مهذباً وعلي خلق ومنذ يومين وأثناء جلوسنا علي المقهي طلب مني ومن زملائي التوجه لصلاة العشاء بدلاً من الجلوس علي المقهي فاستجبنا له وذهبنا معه للصلاة في المسجد.
يقول حمدان عيد عبدالجليل- أمين الوحدة الحزبية بالقرية بالحزب الوطني: إن عماد شهيد الشرطة من أسرة فقيرة جداً ووالده متوفي منذ 10 سنوات في حادث سيارة ووالدته وزوجته لا يعملان وجده شهيد في حرب أكتوبر ومتزوج منذ 3 أشهر وحالته الاجتماعية والمادية صعبة جداً خاصة أنه كان يعول أسرة كبيرة وأشقاء صغاراً وزوجة وأماً.
يضيف سيد زايد- مبيض محارة وجار الشهيد: إن عماد كان صاحب واجب تجده في الأفراح والأحزان يقف مع أي فرد ومجامل رغم ظروفه الاجتماعية.
يقول محمد محمود- عامل في مطعم وصديق الشهيد: لم نصدق أن يد الغدر اغتالت عماد أثناء تأدية واجبه الأمني لم يرتكب شيئاً حتي يتم اغتياله أثناء خدمته فأسرته ناس طيبون ليس بينهم وبين أي فرد أي خصومة لأنهم ناس في حالهم.
كانت نيابة حوادث جنوب الجيزة بإشراف المستشار مجاهد علي مجاهد المحامي العام الأول للنيابات قد أمر بدفن جثة المجند عماد بعد تشريحها واستخراج 9 رصاصات من سلاح آلي أطلقها عليه "ملثم" مجهول أثناء وجوده بخدمته بنقطة المنافذ أعلي الطريق الدائري بالمريوطية.
انتقل فريق من النيابة ضم هشام حاتم مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة ومحمود عبود وكيل أول النيابة وأجروا معاينة مبدئية لمسرح الجريمة حيث تم العثور علي 10 فوارغ طلقات نارية ومناظرة الجثة تبين وجود 9 طلقات نارية بجسد المجني عليه.
كما انتدبت النيابة المعمل الجنائي لرفع البصمات وإثبات الفوارغ لإعداد تقرير عن الحادث والكشف عن السلاح المستخدم.. كما طلبت النيابة سرعة تحريات المباحث حول الواقعة.
كما استمعت النيابة إلي أقوال ثلاثة من أمناء الشرطة المرافقين للمجني عليه وقت ارتكاب الحادث وفروا هاربين عندما اقتحم "الملثم" النقطة. وأكد الثلاثة أن القتيل كان يقف بجوار باب النقطة ودخل المتهم وبادره بإطلاق أعيرة نارية وأنهم لم يستطيعوا رؤية وجهه حيث كان ملثماً.
وأكد الشهود أنهم فروا هاربين خشية أن يكون المتهم معه أعوان آخرون ينتظرونه بالخارج.
أثبتت معاينة مكان الحادث أن هناك أثاراً لكاوتش سيارة أمام باب النقطة. ورجح مصدر أمني أن الملثم كان بصحبته آخرون لا يقل عددهم عن ثلاثة وأن أحدهم كان يجلس علي كرسي القيادة والآخرين كانا يراقبان الطريق.
وتبين من معاينة نقطة الشرطة أن بعض الطلقات اخترقت حائط النقطة. وأن الجاني سرق سلاح الجندي الميري حيث سقط منه علي الأرض عندما حاول المجني عليه الدفاع عن نفسه فأخرج سلاحه الميري ولم يستطع استخدامه.. حيث كانت طلقات القاتل أسرع منه.
انتقل اللواء أسامة المراسي مساعد أول الوزير لأمن الجيزة إلي مكان الحادث وقام بمعاينته حيث تصادف وقوع الجريمة في نفس يوم استلامه للعمل فحضر من منزله إلي مسرح الحادث وبعدها توجه لمكتبه.
من ناحية أخري توجه فريق من رجال مباحث الجيزة إلي مسقط رأس الجندي القتيل قرية "حرفوش" بالفيوم للبحث في خلافات المجني عليه.. وتبين من التحريات المبدئية حسن سمعته وأنه تربطه علاقات وطيدة بجيرانه وأسرته ويحبه جميع أفراد قريته.. وأنه ينتمي لأسرة رقيقة الحال.. ومتزوج منذ ثلاثة شهور.