التراث المصري بحر غني بإبداعاته وألوانه يتهافت عليه الشرق والغرب لما يتسم به من أصالة فلو أضفنا إليه لمسات تحمل روح العصر لأنقذنا العديد من الفنون من الانقراض بتلك الكلمات بدأت ريم شاهين حديثها والتي قالت عن بدايتها في مجال تصميم الأزياء إنها كانت عاشقة للرسم منذ الصغر وبخاصة فساتين الزفاف وعلي ضوئه حددت اتجاهها في المستقبل في مجال الفن التشكيلي ولكن مجموعها في الثانوية العامة لم يحقق لها حلمها في الالتحاق بإحدي كليات الفنون وفي يوم فاجأها والدها بأن كلية الاقتصاد المنزلي بها قسم لتصميم الأزياء فقررت الالتحاق بها رغم رفضها في البداية وكانت الدراسة بها علي حد قولها مشوقة وبعدها التحقت بالمعهد العالي للتصميمات والموضة مما مكنها من الاحتكاك بالمجال العملي وبعدد أكبر من المتخصصين واهتمت بدراسة الباترون.. في تلك الفترة بالتحديد عام 1997 لم يكن مفهوم مصمم الأزياء شائعاً في مصر كما هو الحال الآن فالمصانع البسيطة تعتمد علي الكتالوجات أما المصانع الكبري فاعتمدت علي مصممين متخصصين. توضح ريم أنها بدأت بالعمل في المصانع والأتيليهات حتي تكتسب خبرة تمكنها من بداية مشروعها الخاص وبالفعل افتتحت أتيليه خاصاً بها وخلال فترة دراستها لفت انتباهها التصميمات التي تحمل لمحات من التراث وبيئات مختلفة كما أنها تتأثر كثيراً بأبحاث أساتذة في هذا المجال وظل هاجس التراث بداخلها ينقصه رأس مال يحقق له الاستمرار، وتحقق لها هذا أثناء حضورها ورشة عمل بساقية الصاوي وهناك شاهدت معرضاً للأزياء السيناوية وقررت أن تعرض عينات من تصميماتها علي الشباب القائمين علي المعرض فطلبوا منها الانضمام إليهم ومن هنا انطلقت ريم إلي محافظات مصر بين بنها وسيوة والصعيد والفيوم وأخذت تتابع تصميماتهم وقررت إدخال خط إنتاج جديد إلي جانب الخطوط التي يعتمد عليها أصحاب المهنة في القري وموديلات تتسم بالعصرية للزي البدوي مع الحفاظ علي شكله التراثي ومضمونه كإضافة البنطلون وغرز التطريز وقامت بتدريب مجموعات عمل من فتيات القري علي تلك النوعية علي الشكل الجديد في قري بالواحات مثل بهي الدين وأبوشروف والمراقي بسيوة. انتقلت ريم إلي العريش وهناك التقت مجموعة من الخبراء الألمان والفرنسيين ساعدوها علي إدخال مزيد من التطوير علي التصميمات منها الكروازية والجلابية الفلاحي من غير كرانيش بالكم العربي الواسع المطرز وفي الصعيد الأزياء التي اعتمدت علي النسيج اليدوي والنول في صناعتها أدخلت عليها خط النسيج والملابس حتي تزيد من مبيعات الحرفيين في تلك المناطق فلا تتراجع صنعتهم وتندثر مع الوقت.. الجميل أن تصميماتها الجديدة حملت أسماء الفتيات التي قمن بإنتاجها فتلك شنطة «وردة» وذلك جلباب «ياسمينة» و«مني» وكانت تلقي رواجا خاصة الملابس السيناوية التي كانت في البداية تشهد إقبالا من الأجانب أما الآن فأصبحت محط اهتمام المصريين والعرب.