علي موقع إلكتروني شهير حصل الخبير المائي د.مغاوري دياب علي نسب لا بأس بها من الاستهجان في رده علي حديث د.فاروق الباز المستمر عن مشروعه المقترح «ممر التنمية»، رغم أن معظم ما ساقه د.مغاوري من آراء صحيح. ثم إن د.الباز لا جاء ولا شرح رؤيته للتنفيذ، وفي الوقت نفسه لم يكف عن تسفيه الذين يقولون إن كلامه ممكن نظرياً، صعب التطبيق عمليا. الموضوع لم يخلُ من «عقدة الخواجة»، فأحدهم علي الموقع الالكتروني شكك في كلام د.مغاوري، علي أساس أنه لو كان عالما، وفذاً، لما تركته المؤسسات الدولية مقارنة بفاروق الباز، مع أن معيار الحكم وفق هذا المنطق ليس صحيحا. د.مغاوري مثلاً يري أن فكرة ممر التنمية بالتفاصيل التي يراها د.الباز مستحيلة. لماذا؟ لأنه لا يمكن شق طريق موازٍ للنيل بمسافة 1200كم، وفي تربة هضبة الصحراء الغربية شديدة الصلابة. والحل كان في تنفيذ الطريق علي أجزاء، وهو ما تم فعلاً بإنشاء طريق الصعيد الغربي من العلمين، وحتي محافظة أسيوط.. والباقي في الطريق. ثم إن أي تنمية تحتاج المياه، وما اقترحه د.الباز من ضخ المياه إلي «الممر» من بحيرة ناصر صعب، خصوصاً مع ثبات حصة مصر من ماء النيل، وتصاعد مشاكلنا مع دول الحوض. ليس الذي قاله د.مغاوري قرآنا عربياً، ولا الذي يسهب فيه د.فاروق الباز كتاب فصلت آياته من لدن عزيز حكيم. لكن اللافت حتي الآن أن المعلن من د.الباز، أشبه بالذي أعلنه د.زويل عن أفكاره لتطوير التعليم في مصر.. قبل سنوات. بعد نوبل، تكلم زويل كثيراً عما أسماه «استراتيجية خاصة»، لكنه لا جاء ولا شرح، ولا أرانا بعدما علق قلوبنا بما في جعبته من حبال انقاذ. فكرة ممر التنمية هي الأخري لم تخرج عن مجرد أقاويل في أحاديث د.فاروق الباز، تتناقلها الصحافة الأمريكية في الخارج، ونسمع نحن عنها في الداخل باعتبارها «طق حنك». للآن لم يأت د.الباز بأرقام ولا دراسات، ولا رسومات بيانية، ليجلس مع الذين في الداخل ليشرح ما يراه هو من الخارج. الخوف أن يفعل د.فاروق كما فعل د.زويل، فينتظم في زيارات خاطفة أوقات فراغه، ليرغي ويزبد ثم يتركنا في حيص بيص «ناكل بعض». د.زويل السبب في أن تداخلنا الهواجس، للاعتقاد بحظنا القليل في علمائنا بالخارج. فالرجل لا قال خيراً.. ولا صمت.. مع إن المصريين «فيهم اللي مكفيهم» إنما تكلم كثيراً، ووعد أكثر بأنه سوف يأتي ويساعد، وإذا به يغيب، حتي نفاجأ به قد حضر فجأة.. وغادر فجأة، مكتفيا بصور تذكارية مع ليلي علوي ويسرا.. وما تيسر من ممثلات السينما في الحفلات العامة ونوادي «الانيرويل».