الحياة في تطور مستمر، والتجديد والتحديث سمة القرن الجديد، لكن لكل تطور سلبياته بقدر ماله من إيجابيات، فاختراع الذرة جلب الدمار للبشرية وظهور الفضائيات والأقمار الصناعية له إيجابياته، لكن سلبياته أكثر!! وما يحدث الآن علي الشاشات أصبح سباقًا مريرًا بين غير المتخصصين الذين ركبوا الموجة ودخلوا في صراعات شخصية من أجل الزعامة الاعلامية!! أحدهم يقول أنا المسئول المسنود بالحصانة وينزل علي خلق الله هجومًا وتقطيعًا ظنًا منه أن حصانة مجلس الشعب ستحميه، والآخر يفتخر بأنه أغلي مذيع في مصر، ومن هذا المنطلق لابد له من أقوال مأثورة ترتبط به ليتحدث عنه الناس، الثالث يهاجم طوب الأرض، لم يترك مسئولاً إلا وشن الهجوم عليه، الكارثة الأكبر.. أن كل البرامج صورة واحدة مكررة، وعبارة عن مجموعة أخبار والشاطر منهم الذي يستضيف أحد ضيوف وأسماء تلك الأخبار ويستدرجه في كلام ويثيره حتي يخطئ في حق الآخرين فتتحول إلي قضية اعلامية ويتدخل فيها كل الأطراف وفي النهاية يصبح مقدم البرنامج بطلاً مغوارًا فجر قضية!! إلي هنا قد نتغاضي عن تلك الأخطاء، لكن الكارثة هي الخروج علي العرف والتقاليد والآداب والدين والأخلاق .. حتي أصبح اعلامنا المصري فضيحة عربية علي النايل سات الذي تملكه مصر. فكيف بالله علينا جميعًا أن يضع النايل سات شروطًا لمن يريد أن يثبت عليه الإرسال للحفاظ علي اخلاقيات الإسلام.. بينما قنوات مصر الخاصة هي التي فتحت أبوابها علي البحري للسفالة والانحطاط وقلة الأدب؟! وصل الحال باحدهم أن يتحدث ويروي نكتة جنسية علي الهواء ويضحك وهو في منتهي السعادة!! يا تري ؟ أنه علي الهواء.. وهات بالتقطيع في أحد اللاعبين وخاض في عرضه وشرفه وزوجته علي الهواء مما وضع مقدم البرنامج في حرج شديد والثالث استغل الشاشة لتخليص الحسابات الانتخابية وتحقيق مكاسب غير مشروعة! هذا هو الاعلام المصري المرئي الرياضي الذي يتجرع ذكريات الريادة الاعلامية، وهو في الحقيقة دعارة اعلامية تحتاج للتقويم والاصلاح ولجنة خاصة لمتابعة الصورة بعد أن أصبحت مشوشة مهزوزة، عارية من الأدب!!