شاشات التداول اللحظي التي انتشرت عبر مواقع الانترنت المعروفة خلال السنوات الاخيرة اصبحت جزءاً لا يتجزأ من ملامح الاستثمار في البورصة سواء للشركات أو للأفراد واصبحت من الاحتياجات الاساسية التي لا يستطيع المستثمر الصغير الابتعاد عنها او اتخاذ قرار بمنأي عنها ولكن علي الرغم من ذلك فقد اصبحت تنطبق عليها مقولة مصائب قوم عند قوم فوائد حيث يري الكثير من شركات ادارة المحافظ المالية ان هذه الشاشات كانت بمثابة ضوء اخضر للمستثمرين في اتخاذ قراراتهم بصورة فردية من خلال متابعتهم لهذه الشاشات بعيدا عن القرارات الرشيدة وهو ما أدي في كثير من الاحيان إلي انخفاض في نسبة المحافظ الوافدة إلي هذه الشركات. "الاسبوعي" استطلع آراء المحللين والمراقبين حول هذه الظاهرة لقياس اثرها ومعدلات نموها في السوق حيث أكدوا ان هذه الظاهرة تأتي من منطلق ان لكل شيء ايجابياته وسلبياته وان كل شيء يمكن استخدامه بصورة ايجابية او سلبية علي حسب اختيار المستثمر في البورصة. السكين..! من جانبه يقول د.اشرف صفي الدين عضو مجلس ادارة شركة الشروق لتداول الاوراق المالية ان شاشات التداول ضرورة من ضروريات الحياة اليومية والتي تتيحها الشركات علي مواقعها ولا يمكن تحميلها اخطاء بعض المستثمرين الذين يسيئون استخدامها فالامر هنا اشبه بالسكين الذي يعد ضرورة من ضروريات الحياة والتي يمكن استخدامها في تقطيع المأكولات الا ان قلة قد تستخدمها في أعمال اجرامية وبالتالي لا يمكن في هذه الحالة تحميل السكين اخطاء من استخدموها في ارتكاب جرائم فهي سلاح ذو حدين فمتابعتها ينبغي ان تكون في اطار معرفة السوق ولكن اتخاذ القرار الاستثماري ينبغي ان يكون في اطار التحليل السليم من ذوي الخبرة حتي لا يحدث ما لا تحمد عقباه فالمكسب والخسارة يحدده مستخدم هذه الشاشات. اشار صفي الدين إلي أن وجود هذه الشاشات ضرورة للجميع ولا يمكن تحميلها تبعات الاستخدام السييء لها. ابتعدنا عن سلوك "القطيع" ويلتقط اطراف الحديث كريم عبد العزيز المحلل المالي بشركة الأهلي لادارة صناديق الاستثمار والذي يري انه لا يمكن ربط انخفاض الاقبال علي شركات ادارة المحافظ ووجود شاشات التداول التي تبثها مواقع الانترنت فمن الممكن وفي كثير من الاحيان ان تعود ظاهرة انخفاض الاقبال لعدم وجود كفاءة من قبل الكثيرمن القائمين علي ادارة المحافظ فليس كل من هو موجود في السوق علي دراية تامة بمجريات الأمور وهذا يعكس ضرورة زيادة الوعي لدي جميع اطراف المنظومة وزيادة المقدرة علي اتخاذ القرار المناسب وادارة المحافظ وفقا لأسس علمية. اضاف عبد العزيز انه وبتتبع السوق سنجد ان الفكر الاستثماري لدي شريحة كبيرة في السوق اصبح اكثر رشدا وبعيدا عن التصرفات غير المسئولة التي سادت خلال الفترة الماضية مثل اكتتاب المصرية للاتصالات عام 2006 وماتبعه من انهيارات متتالبة بسبب سلوك القطيع. حق للجميع اما مصطفي بدرة المحلل المالي فيري ان وجود الشاشات التي تتيحها الشركات علي صفحات الانترنت تأتي في اطار ان المعلومات لابد ان تتاح لكل الناس بجميع شرائحهم الا ان فهم المعلومة نسبي من شخص إلي آخر فالجميع لن يستطيعوا فهم المعلومة مثل بعضهم البعض والا فكان من الاحري أن نجد ان قرارات البيع والشراء تتخذ مسارا موحدا وعندها لن توجد تداولات ونعود ونقول لولا اختلاف أذواق الناس لبارت السلع في الاسواق وبالتالي فان اتخاذ القرار الاستثماري له مدارس عديدة وعدة زوايا ولا ينبغي ان نربط بين وجود مثل هذه الشاشات وبين انخفاض الاقبال علي شركات ادارة المحافظ فكل مكان وله رواده وله شريحة معينة من المستثمرين واصابع اليد ليست واحدة الا ان الواجب في النهاية هو ان نعي أن توافر المعلومات حق الجميع وهذا ما يجعلنا نؤيد وجود شاشات التداول اللحظية. اما محمود المصري المحلل المالي فيري انه لا يمكن الربط بين تراجع المستثمرين لدي شركات ادارة المحافظ وبين وجود شاشات التداول كما انها قد تكون حالات فردية لدي بعض الشركات لا يمكن تعميمها ووصفها بالحالة او الظاهرة واعتقد ان معظم حالات من يأخذون القرارات من خلال شاشات التداول هم من المضاربين غير الراغبين في الاستثمار طويل الاجل يعني بالاصلح لا يمكث في شركة اكثر من اسبوع وهؤلاء لا يحتاجون الي شركات ادارة محافظ لانهم محبون للمغامرة وهؤلاء قلت نسبتهم في السوق وهانحن الآن نلمس نوعا من النضج لشركات القيادية.