الصحافة هي مهنة كل مواطن مصري يحمل بطاقة عضوية نقابة الصحفيين المصرية و ينتمي بحكم الوظيفة الي مؤسسة صحفية عاملة معترف بوجود كيان قانوني رسمي لها من اجهزة الدولة المعنية بذلك الأمر، ونقابة الصحفيين تخضع كل من يتقدم لها للحصول علي عضويتها لاختبارات مهنية دقيقة، شفوية من خلال اللقاء الشخصي بالمتقدم. واختبارات تحريرية باجتياز اختبار القبول المقرر، واذا نجح المتقدم للعضوية في تلك الاختبارات فإنه يصبح عضواً "تحت التمرين" ويتم قيده بجداول النقابة تحت هذا المسمي، ولا يتم نقله الي جدول المشتغلين الا بعد مرور فترة زمنية لا تقل عن عام ولا تزيد علي عامين.. ومن الجائز جداًعدم قبوله عضواً عاملاً بعد تلك الفترة حسب ما تراه لجنة القيد، فاذا ما تم قبوله وحصل علي العضوية، فان من حقه ممارسة العمل الصحفي مستخدماً بطاقة عضوية المشتغلين بمهنة الصحافة.. هذا هو الصحفي الذي يمتهن مهنة الصحافة ، والذي تعترف به الدولة ويقر بمكانته المجتمع ، عضواً مشتغلاً فاعلاً بين اعضاء المهن الاجتماعية المختلفة التي تساهم في بناء الوطن، ويكون من حق ذلك الصحفي ان يتم نشر مقالاته علي صفحات الجرائد والمجلات الصادرة في مصر او اي مكان اخر في العالم. فقد اكتسب مصداقية ادائه من انتسابه الي نقابة الصحفيين.. اما ما يتم نشره علي مواقع الاخبار الالكترونية علي شبكة الانترنت والتي يمكن انشاؤها من خلال اي فرد يجيد المهارات التقنية علي اجهزة الكمبيوتر - وما اكثرهم - فلا اعتقد انها تكتسب نفس مصداقية و مهنية الصحافة الورقية، تلك الصحافة التي تمتلك الحجية القانونية عند نشر الخبر او الصورة الصحفية.. قبل ان يهيل بعض المتشوقين لنيل بطاقة عضوية نقابة الصحفيين التراب علي مجد ضارب في عمق التاريخ، وصناعة قائمة فاعلة اثرت في مجريات الحياة السياسية والاجتماعية في مصر علي مدار عشرات السنين، اسأل.. هل المواقع الالكترونية التي تبث الأخبار والمقالات والصور والاحداث تمتلك المظلة القانونية التي تعمل تحت ظلها.. هل كل من يقوم بنشر الأخبار فيها حاصل علي عضوية نقابة الصحفيين.. وهل تم تنظيم دولاب العمل فيها تحت اشراف نقابة الصحفيين.. ومن سوف يتحمل مسئولية نشر خبر في تلك المواقع - عمداً او جهلاً - من شأنه ان يوقع الضرر بفئة او طائفة من المجتمع، او قد يوقع اشد الضرر بالامن القومي للوطن.. للأسف، اجابات كل هذه الأسئلة بالنفي ، فلا توجد صبغة قانونية لتلك المواقع، وأكثر العاملين فيها لا ينتمون الي نقابة الصحفيين ولا يخضعون لقواعدها، والحقيقة ان ما يسمي بالصحافة الالكترونية هو حلم يداعب بعض من خذلتهم قدراتهم المهنية عند محاولتهم الانضمام للصحافة الورقية.. انه حلم يسعي اصحابه الي جعله حقيقة بمحاولة تدمير الصحافة الورقية، وهو حلم، وسيبقي حلماً يداعب خيال كل منهم لأنه لا يستند الي قوة الحجية القانونية ولا يخضع لأي اعتبارات مهنية تستدعي المساءلة عند وقوع الخطأ.. وهذا ما يجب ان نتنبه اليه لنحمي تاريخ الصحافة المصرية الرائدة من عبث بعض المتلهفين الي نيل شرف الانضمام الي عضوية نقابة الصحفيين ظناً انهم بكتابة مقال منقول من مرجع او كتاب غير معلوم المصدر، او مترجم من احدي اللغات الاجنبية.. قد اصبحوا في عداد الصحفيين المنتمين للمهنة الجليلة..