دمياط في إيطاليا

كالابريا - جنوب إيطاليا:
اختار محافظ دمياط د.فتحي البرادعي أن يثمن من اختيار قصر جالياردي في مدينة "فيبو فالنسيا" بإقليم كالابريا مكانا لفعاليات الأسبوع المصري - معرضا ومحاضرات - .. والقصر كما قلت بالأمس له قصة.. حين قرر ورثته بيع القصر القديم الذي يتعدي الخمسمائة عام من العمر ليتحول إلي سوق تجاري كبير "مول" ولكن تدخل عمدة المدينة "نيكولا داجوستينو" بعرض لشراء القصر من الورثة ثم ترميمه وتحويل أدواره الأربعة إلي ملتقي إبداعي ومعرض دائم لشتي الفنون.
فالتقط د.فتحي البرادعي هذه الإشارة لتأتي أولي كلماته - باعتباره مهندسا معماريا - عن اهمية توظيف الأثر التاريخي وإعادته إلي الاستخدام بما يضمن التواصل المستمر بين التاريخ والحاضر وبما يترك انطباعا وطنيا مهما في نفوس المستفيدين من استخدام هذا الأثر (المواطنين) فيحدث الترابط بين المستخدم والمكان.
وهي الملاحظة ذات المضامين الكثيرة التي أصبحت مدخلا للمحاضرة التي القاها محافظ دمياط في مدينة "كوسينزا" وهو يعرض تجربة المحافظة مستخدما شرائح العرض المصورة في استخدام كوبري السكة الحديد المعدني التاريخي الذي يعود تاريخ إنشائه إلي عام 1895 وكان يربط بين ضفتي النيل عند الجيزة وأصبح ملتقي ثقافيا وترفيهيا لأبناء دمياط.. ليستقبله التصفيق المتواصل عند انتهائه من عرض التجربة تقديرا لقيمة الجهد الذي تم من أجل الحفاظ علي أثر تاريخي وإعادته للحياة مرة أخري.
بما أعطي الانطباع الواضح بتماثل التوجه بين التفكير المصري والإيطالي وأساليب المعالجات ومن ثم كان التوافق واضحا عند توقيع الاتفاقية المهمة بين المحافظ د.فتحي البرادعي والسفير أشرف راشد مع محافظ إقليم كالابريا جوزيف سكوبتليني "اتفاقية تآخي" والتي ارتكزت علي مقومات تبادل الخبرات وتنفيذ المشروعات المختلفة صناعيا وتجاريا وسياحيا تحت مظلة التشابه المماثل في الظروف الجغرافية والبشرية بين كالابريا ودمياط.. وقد استغرق محافظ كالابريا وقتا طويلا في التحدث إلي الصحافة الإيطالية عن مميزات وفوائد الاتفاقية التي ستعود علي الإقليم وعلي دمياط.
لم تستغرق زيارة د.فتحي البرادعي أكثر من يوم ونصف اليوم في عمل شاق.. وكانت دمياط حاضرة في كالابريا تستفيد من كل الشغف الإيطالي بمصر.