ترجمة - مي فهيم منذ مغادرته البيت الأبيض عام 1981 .. اتجه الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر "68 عاما" إلي تبني قضية إنسانية واحدة بخلاف عمله السياسي لإحلال السلام الدولي من خلال مركز "كارتر".. هي القضاء علي مرض "دودة غينيا" أو ما يطلق عليه "الحية النارية"، وهو مرض قديم يصيب الأشخاص الأكثر فقرا في العالم. وفي حوار له مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية، أكد كارتر أنه أمضي 20 عاما للقضاء علي هذا المرض الذي كان يتمركز في القري النائية بالبلدان المختلفة وكان عددها 23 ألفًا و600 قرية، حيث زار كل البلدان التي تعاني من المرض وعددها 20 دولة، وقضي الكثير من الوقت في جمع الأموال بصفته رئيسًا سابقًا خاصة أنه لم يكن هناك علاج أو لقاح للمرض، وبعد سنوات من العمل المضني.. تبنت منظمة الصحة العالمية القضاء عليه. وقال:" بلاشك سينتابني شعور بالسعادة إذا استطاع مركز "كارتر" القضاء نهائيا علي المرض، ونحن الآن علي وشك الاقتراب من تحقيق هذا الهدف، فعلي الصعيد العالمي لم يتبق سوي 1700 حالة، 98% منها في السودان، ولكن تلك الحالات القليلة الباقية صعبة للغاية، وإن لم تكن صعبة لاستطعنا القضاء عليها منذ 15 عاما مضت. وأضاف أن الكثيرين عانوا من هذا المرض لقرابة 10 آلاف عام، ولم يتسن لأي منهم معرفة أسباب هذا المرض أو كيفية التعامل معه، ولكن باتباع بعض التعليمات والإرشادات الصحية يمكن القضاء عليه نهائيا من حياتهم وهي المرة الأولي التي يتذوق فيها كثير من الفقراء طعم النجاح، فانتصار السودانيين علي "دودة غينيا" منحهم الإحساس بالفخر، وولد لديهم الشعور باحترام الذات والثقة بأن المستقبل سيحمل في طياته الأفضل، لافتا إلي أن تبنيه حملة مكافحة "دودة غينيا" فتح أمامه الباب لمهنة جديدة بخلاف الرئاسة هي التحدي والمغامرة، "وما هو غير متوقع، وهو ما أسعدني بل وأثلج صدري".. علي حد قوله.