في الوقت الذي كان يتحدث فيه السيد علاء مبارك وزوجته السيدة هايدي راسخ في برنامج «مصر النهارده» قبل أيام عن ضرورة تطوير مستشفياتنا وتأهيل القائمين علي العناية المركزة بعد التجربة التي مررنا بها خلال مرض فقيدهما الراحل «محمد» كنت قد خرجت للتو من تجربة حية عشتها داخل مستشفي مصر للطيران بسبب مرض مفاجئ ألم بزوجتي.. حيث أصيبت بارتفاع مفاجئ في ضغط الدم مصحوباً بحالة قيء. مكثنا بالمستشفي ثلاث ليالٍ.. مر اليوم الأول بسلام وفي اليوم الثاني تدهورت حالة زوجتي بشكل شديد وظلت طوال اليوم في حالة قيء لا ينقطع حتي مع تعاطيها الحقن اللازمة لوقف القيء.. وكلما سألت ممرضة عن طبيب تخبرني بأنها أخبرته وسيأتي في الحال.. ويبقي هذا الحال ساعتين أو أكثر ليأتي الطبيب ويقرر تغيير نوع العلاج.. ظللنا علي هذا الوضع طوال اليوم لدرجة أنني شكوت للمدير المناوب.. وكلما سألت الممرضة عن سبب تأخر الطبيب تقول لي: لا يوجد سوي طبيب واحد أصل النهارده إجازة بمناسبة السنة الهجرية الجديدة.. وحين أطالبها بعمل الأشعة التي طلبها طبيب العيادة الخارجية الذي نصح بدخولها إلي المستشفي لتلقي الرعاية اللازمة أتلقي نفس الرد «النهارده إجازة».. الطريف أن زوجتي أجرت تلك الأشعة يوم خروجها من المستشفي.. ومثلما دخلنا مثلما خرجنا حيث لم نتلق إجابة شافية عما أصاب زوجتي. في يوم الأربعاء قبل خروجنا من مستشفي مصر للطيران بيوم واحد طلب أحد الأطباء الكبار عمل أشعة رنين مغناطيسي علي المخ.. ورغم أهمية تلك الأشعة فوجئت بالممرضة تقول لي سيتم إجراؤها غداً بسبب ازدحام جدول العاملين بقسم الأشعة.. توجهت إلي المدير الطبي للمستشفي الدكتور مجدي المرسي لأوضح له خطورة الحالة وأهمية إجراء تلك الأشعة بأسرع وقت ممكن.. المهم بعد نحو الساعة أخبرتنا إحدي الممرضات بأن هناك محاولات لإجرائها بعد الظهر.. وعندما طال الوقت وحين مر العصر سألت الممرضة عن موعد نزول زوجتي لإجراء الأشعة قالت إنهم في انتظار اتصال من موظف استقبال قسم أشعة الرنين.. وفي السادسة مساء وبعدما فاض بي الكيل نزلت لموظف الاستقبال لأفاجأ بأنه يقول لي بأنه اتصل بإحدي الممرضات لاحضار «المريض» وليس «المريضة» لعمل الأشعة فتقول له الممرضة لا يوجد مريض بهذا الاسم لدينا.. حيث قرأ موظف الاستقبال اسم زوجتي بالخطأ وجعلها رجلاً! المهم أجرت الأشعة وأخبرونا باستلام التقرير ظهر اليوم التالي. وجاء ظهر الخميس.. فسألت الممرضات عن التقرير لتأتيني الإجابة دائما «لم يأت بعد».. نزلت ثانية لمدير المستشفي الذي قام بدوره بالاتصال برئيسة قسم الأشعة التي أخبرته بأنهم في انتظار الأستاذ المختص الذي يأتي من خارج المستشفي لعمل تلك التقارير.. بعدها بساعة تقرر خروج زوجتي من المستشفي ولم نتسلم التقرير سوي بعد ظهر يوم الأحد لأن يومي الجمعة والسبت «إجازة»!! هل يعقل أن يحصل مستشفي علي «إجازة»! هكذا سألت نفسي.. وهل علي المريض أن يختار الأيام التي سيمرض فيها؟! وهل المريض أصبح مجرد حقل تجارب يخضع للعديد من التحاليل والإشعات دون أن يتلقي إجابة قاطعة عما أصابه وأسبابه؟! ناهيك عن الكمية الهائلة من الأتربة المنبعثة داخل طرقات غرف المرضي بالدور الأول بسبب أعمال البناء والتوسعات التي تجري حاليا رغم أن هذا الدور يضم قسم الحالات الحرجة. لقد حزنت كثيراً لما آل إليه هذا المستشفي الذي كان أفضل حالاً قبل أربعة أعوام.. والأسلوب الذي يدار به حاليا لايرقي أبداً لاسم شركة عالمية عملاقة هي «مصر للطيران».. كلي ثقة أن هذا الوضع بكل تأكيد لن يعجب الفريق طيار أحمد شفيق وزير الطيران المدني لأنه رجل يعشق النجاح.. المستشفيات في خطر.. أنقذونا قبل فوات الأوان.