يبدو أن مقولة الدين أفيون الشعوب كما كان يقول الشيوعيون في منتصف القرن الماضي لا تزال تلق بظلالها علي عالم اليوم حيث رصدت مجلة التايم الأمريكية أهم الأحداث الدينية التي شغلت بال العالم وكان لها تأثيراتها في نفوس المسلمين والمسيحيين علي حد سواء خلال عام 2010. وجاء في مقدمة الأحداث التي أثارت حولها حالة من الجدل مشروع بناء المسجد والمركز الإسلامي المخطط إقامته قرب موقع مركز التجارة العالمي والذي يعرف باسم مسجد (جراوند زيرو) وهو ما أثار موجة من الغضب والانقسامات داخل أمريكا بعضها من أعضاء حزب الشاي والبعض الآخر من أسر الضحايا التي لا تزال ذكري هجمات الحادي عشر من سبتمبر عالقة بأذهانهم ويرون أن بناء المسجد في هذا الموقع هو أمر يثير المشاعر.. فجراوند زيرو طرح من جديد التساؤل حول مدي استيعاب المسلمين في المجتمع الأمريكي. وتلتها في الأهمية وفقا لمجلة التايم فضيحة الاعتداءات الجنسية علي الأطفال التي هزت الفاتيكان حيث اتهمت إيبارشية ريجنسبيرج في ألمانيا عددا من القساوسة بالقيام بالاعتداء الجنسي علي الأطفال وهو ما أثار الكثير من الانتقادات للفاتيكان وتعد فضيحة الاعتداءات الجنسية علي الأطفال هي أخطر أزمة تهز الكنيسة الكاثوليكية منذ عقود مضت. لم يغب عن التقرير القس فرانكلين جراهام الذي دوما ما يثير الجدل بتصريحاته حول أزمة مسجد جراوند زيرو ويقول جراهام للتايم: "بلادنا تعرضت للهجوم السياسي والعسكري واللاهوتي في الحادي عشر من سبتمبر.. فالمسلمون بدأوا حملة لترسيخ الإسلام داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر تحت شعار أنهم أناس يدعون للسلام.. إنه خطأ فادح بل والرئيس أوباما يحميهم". وشكك جراهام في أن الرئيس أوباما مسيحي مشيرا إلي أن أوباما ولد مسلمًا ولكن الرئيس يقول إنه مسيحي وما علينا إلا تصديقه! كما حمل شهر يوليو في عام 2010 تأجيجًا لمشاعر المسلمين في كل أرجاء العالم لدعوة القس الأمريكي تيري جونز رئيس كنيسة "دوف وورلد اوتريتش سنتر" إلي تنظيم ما سماه اليوم العالمي لحرق القرآن في الذكري التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر علي مركز التجارة العالمي في نيويورك. ويبدو أن عام 2010 رفض أن يمضي دون إثارة قضية جديدة داخل الفاتيكان ألا وهي تصريحات بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر في الكتاب الذي أصدره مؤخرا بعنوان"نور العالم"حول جواز استخدام الواقي الذكري في بعض الحالات وهو الآمر الذي قوبل بالرفض في السابق. كما ألمحت مجلة التايم في تقريرها إلي أوضاع المسيحيين في الشرق الاوسط والهجمات المتفرقة التي تعرض لها بعضهم في أواخر شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين. كما ألغي الرئيس الأمريكي باراك أوباما زيارته للمعبد الذهبي للسيخ الذي كان ضمن برنامج زيارته للهند وذلك خوفًا من الإشارة بشكل خاطئ إلي كون أوباما مسلمًا، خاصة لأن دخول هذا المعبد يستلزم وضع غطاء علي الرأس وهو الأمر الذي قد يساء استخدامه في أمريكا حيث تنتشر في أمريكا بعض الشائعات التي تقول إن أوباما مسلم. واختتم تقرير التايم بتأكيد الفاتيكان علي أن "هومر سيمبسون" كاثوليكي حقيقي فأشارت صحيفة الفاتيكان الرسمية "لوسيرفاتور رومانو" أن المسلسل الكارتوني الذي يعرض منذ فترة طويلة في الولاياتالمتحدة يستكشف قضايا مثل الأسرة، والمجتمع، والتعليم، والدين بطريقة لا يحسنها إلا عدد قليل من البرامج التليفزيونية الشعبية الأخري.