تساءلت الكاتبة والشاعرة السورية سلوي النعيمي عن كم الجرائم التي ترتكب باسم الضرورة الفنية، وقالت: لقد تم استخدام تلك الحجة ضدي كثيرا، إذ كان النقاد يرون أن الجنس غير موظف في روايتي، وجملتهم الشهيرة: الضرورة الفنية لم تكن تستدعي، ولكني أري هذا كله بلا معني، فأنا أكتب بوعي في المضمون والشكل، لا يمكن لي أن أزيف وعيي لأرضي ناقدا، أو أرضي جارتي، أو السلطة الرسمية، كلنا يعرف أن الرقابة ليست رسمية، بل إن الرقابة الرسمية، قد تكون هي الأقل ضررا، بينما الرقابة الأشد والأصعب والأكثر تأثيرا، هي رقابة زملائنا من الكتاب، والصحفيين، ومن يعتبرون أنفسهم نقادا نتكلم كأننا نتمتع فعلا بحرية كاملة علي جميع المستويات، في حين أنني أنتزع حريتي انتزاعا، ولا يمكن أن أكتب نصا حرا إلا إذا امتلكت وعيا حرا، وحين يأتي المزاولون يقولون هذا لا يوجد فيه ضرورة فنية، فإنني أدعوهم أن يكتبوا كتابي مكاني، لعلي أفهم ما هي الضرورة الفنية التي يتحدثون عنها؟ كان ذلك خلال المائدة المستدير التي عقدت في ثاني أيام "ملتقي الرواية" التي اتخذت عنوانها "الرواية بوصفها حرية بديلة"، والتي أكملت خلالها النعيمي قائلة: حين نقرأ كتاباتنا جميعا يخطر لي أن الفرق بين كاتب وآخر هي مساحة الرقابة الذاتية التي يمارسها علي نفسه، بينما رؤيتي لا يمكن أن تظهر إلا إذا حاولت أن أتغلب علي هذه الرقابة الذاتية، أما إذا فكرت فيما سيقوله القارئ، الناقد، المجتمع، أبي وأمي، فلنا نعرف ما سيحدث. أما الروائي محمد صلاح العزب، فقال: ارتباط الحرية بوجود نظام استبدادي، مثير جدا ومحفز قوي جدا، ورغبة الكثير من الكتاب في الشهرة تدفعهم للسعي وراء لقب الرواية الأكثر مبيعا، وهو اللقب الذي يحصلون عليه عبر طبخة معينة ترضي أذواق معظم القراء، عبر ادعائها أنها كاسرة للتابوهات في حين أنها ساذجة، شبه كسر وليست كسراً حقيقياً لأي من التابوهات. الروائي محمود الورداني، قال: الحرية لا تتجزأ بالنسبة للرواية والروائي، فخلال الفترة الماضية تجاوزت الروايات الأشكال السياسية المباشرة، سواء كان علي مستوي المغامرة أو السرد أو الشخصيات، في النهاية نمارس الرواية بشكل يدعو للفرح.. علينا أن نسعد بأننا قمنا بذلك.