لا تخلو حياتنا من المشكلات والأزمات لكن بعضنا يستسلم لها ويكتفي بالحديث عنها بكل سلبية والبعض الآخر يتمرد علي هذه الأوضاع ويسعي جاهدًا للتفكير في حلول عملية لتجاوز هذه العقبات، وجمعة طوغان واحد من أولئك الأشخاص ذوي النظرة الإيجابية الذين لايتوانون عن بذل أي جهد لدفع القاطرة إلي الأمام، فجمعة ابن الأرض التي ولد وتربي عليها وعاش من خيرها وجه كل تفكيره لحل مشكلاتها فما بين مشروعه للقضاء علي السوسة التي تهدد ثروة مصر من النخيل بالتدمير ومشروع آخر لتوليد الوقود الحيوي من مصادر نظيفة تدور أفكار طوغان. وهو مهندس زراعي يعمل بوزارة الري إلا أن علاقته بالأرض والزراعة ومشاكل الفلاحين ليست حبرًا علي ورق مما تقتضيه مهام وظيفته لذلك لم يتوقف عقله يومًا عن التفكير فجمع بين الممارسة العملية والخبرة البحثية بحكم عمله. كانت بداية أبحاثه عن كيفية التخلص من سوسة النخلة الخبيثة وهي مشكلة عملاقة تهدد ثروة مصر من النخيل والذي يعتبر العماد الأساسي أيضا بالنسبة للفلاح ولا توجد حتي الآن طرق مجدية للقضاء عليها ومحاربتها، فكر طوغان في استخدام الصعق الكهربائي بآثاره «الحراري- الإشعاعي- الكيميائي» وعكف علي دراسة سلوك الحشرة ودورة دخولها بالنخلة وبالفعل جرب أسلوب الصعق معها والذي أتي بثماره الإيجابية وهو ما يحمي ما لا يقل عن 10 ملايين نخلة. وقام بتسجيل فكرته في أكاديمية البحث العلمي وعرضها علي الخبراء في معهد بحوث ووقاية النباتات برئاسة د/ عادل عقيل والذي أشاد وفريقه البحثي بالفكرة مؤكدين علي إمكانية تطبيقها علي أرض الواقع، ويوضح طوغان أن الفكرة تحتاج إلي فريق بحثي كامل من تخصصات الميكانيكا والكهرباء والزراعة موضحًا أن تنفيذها سيتم علي يد متخصصين وليس الفلاح نفسه مشيرًا إلي أنها لا تحمل أي آثار سلبية علي النخلة بل علي العكس تخلصها من السوسة اللعينة. ليس ذلك فقط فعقل جمعة طوغان يحفل بالكثير من الأفكار الإيجابية ومنها مشروع زراعة 20 مليون نخلة والذي من شأنه تخليص الجو من الانبعاثات الضارة لغاز الكربون واستخدام البلح ليس كمادة غذائية فقط بشكل مباشر بل لتصنيع سكر الجلوكوز والسكر الطبي واستخدامه أيضا لإنتاج الوقود الحيوي. كما أن لديه الكثير من الأفكار ويصل عددها إلي 15 فكرة جمعها في كتاب من 600 صفحة يطمح أن تتحقق ولو إحداها علي أرض الواقع. ووضع مشروعاً لزراعة نباتي الخروع والبامبو من مياه الصرف الصحي حيث يستخدم الأول في صناعة البتروكيماويات كمواد الطلاء التي تحتاج لزيوت ويستخدم الثاني لصناعة الأثاث والأرضيات وكلها زراعات دورة نموها ليست طويلة ولا تحتاج لمياه نقية كل ما يحلم به طوغان هو رعاية أبحاثه والتي يري فيها بارقة أمل لحل الكثير من المشكلات.