هي «امرأة مختلفة» وصاحبة باع طويل في تطوير العشوائيات وخدمات المشورة الأسرية بجانب اهتمامها ب«برامج رعاية الطفولة» إنها ليليان عوض الحاصلة علي ماجستير الطب النفسي والتي ساعدها تميزها علي نيل منحة من المجلس الثقافي البريطاني لتجتاز دبلومة الحفاظ علي صحة المرأة لخفض نسبة الوفيات في البلاد النامية لتعود لاحضان الوطن في أواخر الثمانينيات لتطبق علمها علي أرض الواقع.. رحلة د.ليليان بدأت في أصعب المناطق وبالتحديد من منطقة الزبالين بالمقطم إذ أنها تعاني من ارتفاع نسبة وفيات الأطفال الرضع وأمهاتهن بجانب الحرمان من مياه الشرب أو الصرف. آمنت ليليان أن الخطوة الأولي تبدأ بالفكر فنشرت الوعي للأمهات ودربت الفتيات العاملات في مجال القمامة كيف يكن رائدات صحيات ويتمكن من رعاية ابنائهن رغم تلوث المنطقة سعت د.ليليان للاتفاق مع وزارة الصحة علي إرسال عربات التطعيم مرتين أسبوعياً للقضاء علي الأمراض التي تصيب الرضع وتزامنت مع هذه المرحلة الاهتمام بدفع الوعي بقضايا الطفولة خاصة قضايا الختان والزواج المبكر ونجحت ليليان في تطوير حي الزبالين بعد رحلة شاقة استمرت لأكثر من 10 سنوات متواصلة كانت ثمارها استكمال عدد كبير من الفتيات تعليمهن بدلاً من الهروب الذي كان منتشراً آنذاك إلي جانب إنشاء عدد من الجمعيات المهتمة بتدوير القمامة. وفي عام 2001 وجهت د.ليليان مجهوداتها إلي منطقة الزبالين بطرة مستفيدة بالخبرات السابقة لها ولكن مع إدخال الشباب والرجال طرفاً في عملية التطوير فنجحت بمساعدة فريقها في فصل منطقتي السكن عن العمل وإعادة شاملة لتخطيط المجتمع وتم تحويل المساكن الصفيح إلي مبان وتم الحصول لهم علي أحقية التمليك للأراضي بجانب إنشاء مستوصفات وأنشطة للشباب بالإضافة إلي الحصول علي تبرع لبناء مدرسة وتم أيضا تكوين فريق من الشباب المتطوعين من منطقتي المقطم وطرة. لم يتوقف نشاط ليليان عند هذا الحد بل انتقلت للعمل في بعض الهيئات التي تمنح مساعدات للجمعيات في القاهرة والفيوم وذلك في مشروع متكامل يهتم ببناء الكفاءات والتوعية البيئية والصحية ومنح قروض للمحتاجين وسلكت طرق الاستفادة من المخلفات الزراعية وقش الأرز في مشروعات إعادة التدوير سنة 2004 لتبدأ ليليان مرحلة جديدة بالاتصال للعمل بشركة كرمة للعمل في برنامج تدريبي للنمو النفسي والصحي ضمن برنامج متكامل تليفزيوني تنموي يشمل قري مصر في 7 محافظات وتزامن معه تدريب عدد من الجمعيات لعمل فصول توعية للأمهات وإعداد طفل ما قبل المدرسة عبر مراحل الاهتمام بالصحة النفسية والنمو السليم وسبل تأهيله للمدرسة والأهم سلامة الطفل من الحوادث وكيفية الإسعافات الأولية عبر دورات ممزوجة بالصور والقصص. سلكت ليليان مجال المشورة الأسرية باجتيازها لدورة بكنيسة المعادي الذي ركز علي تقديم المساعدات للأزواج والأمهات باكتشاف النفس والمشكلات وليس طرقاً علاجية لتعود أخيراً إلي الطب النفسي بعد رحلة مطولة في تطوير العشوائيات وتنمية المحتاجين لتنهي حديثها أن أهم خطوة في حياتنا هي قبول الآخر خاصة مع عدم القدرة علي تغيير الذات وأن الإصرار هو سر النجاح الذي يجب أن تشمله منظومة متكاملة من تطوير الذات واكتساب العلم.