مع بداية العد التنازلي للمؤتمر الناصري العام، كان أن اشتعلت المواجهة من جديد بين تياري الحزب التقليديين التابعين لأحمد حسن الأمين العام للحزب، وسامح عاشور النائب الأول لرئيس الناصري، الذي يتمتع حاليا بتفويض من ضياء داود رئيس الحزب لأن ينوب عنه في مهامه التي أقعده عنها المرض. وهو الأمر الذي أجج بدوره الصراع بين الطرفين اللذين يسعي كل منهما لإحكام قبضته علي الحزب، والفوز بكرسي داود. وحملت المواجهة هذه المرة اتهامات متبادلة بالتلاعب وافتعال الأزمات، وباتت تنذر بوضع الصراع الحزبي علي أعتاب ساحات القضاء! وفجرت -كذلك- النتيجة السيئة التي حصل عليها الحزب خلال الانتخابات البرلمانية الماضية، إذ حصل علي «صفر» من إجمالي المقاعد التي نافس عليها، سلسلة أخري من إلقاء المسئوليات بين «القطبين»، إذ مال الفريق «العاشوري» إلي تحميل «فريق الأمين العام» مسئولية هذا الإخفاق الذريع، وفشل الناصري في جذب مزيد من الكوادر إلي حظيرته.. وإلي نص المواجهة. أجرت المواجهة : نهي حجازي
سامح عاشور: توقعت «صفر الانتخابات».. وعلي قيادات الحزب الحالية أن ترحل ما ردك علي تشكيك أحمد حسن الأمين العام للحزب في صحة التفويض الذي منحه لك رئيس الحزب ضياء الدين داود؟ هذا التشكيك لا قيمة له ولا أحد يملك الطعن في صحته إلا الموقع نفسه، وهو ضياء الدين داود.. وجميع قيادات الحزب التي تتحدث وتشكك فيه تعلم أمره جيدًا.. وأنه كتب بناءً علي طلب شخصي من داود وأسرته وليس علي طلب مني. وما تفسيرك للجدل الساخن الذي دار حول هذا الأمر خلال الفترة الأخيرة؟! - بعض القيادات خافت وتلاشت بعد طلب الإعفاء من جانب ضياء الدين داود عن منصبه كرئيس للحزب.. وحينما اقترحت عقد مؤتمر عام طارئ للحزب بصفتي نائبه الأول، خشي البعض من الحساب. هل توقعت هذا الأداء الهزيل خلال انتخابات «الشعب» وحصول الحزب علي صفر انتخابي؟! - بالتأكيد.. كنت أتوقع النتيجة، وحذرت منها قبل انتخابات الشوري والشعب. ومن يتحمل مسئولية هذه الهزيمة؟ - هذا الكلام يناقش بالتفصيل خلال المؤتمر العام الطارئ المزمع عقده 17 الجاري. أبديت إصرارًا خلال اجتماع الأمانة العامة الأخير علي عقد انتخابات الحزب الداخلية في موعدها مع انتهاء الدورة الحزبية، ثم تراجعت واقترحت التأجيل لمدة عام.. لماذا؟ - موعد إجراء الانتخابات الداخلية للحزب مر بالفعل أثناء انشغال الحزب بانتخابات مجلس الشعب.. وكشوف العضوية لم تجهز ومن ثم لم تراجع.. وبالتالي لا توجد مدة ملائمة لتجهيز الكشوف وإجراء الانتخابات الداخلية فاقترحت التأجيل بناءً علي حاجة الحزب لمهلة. وهل تعتقد أن مدة عام كافية لإصلاح الحزب وتجديد الثقة فيه؟ - نعم تكفي.. وإذا لم تكف لإصلاح الحزب فعلينا كقيادات أن نرحل جميعًا من الناصري. وأنا أدعو خلال التجديد القادم للحزب إلي رحيل كل القيادات من مواقعها، خاصة الموجودين في الهيئات القيادية مثل مواقع نواب رئيس الحزب والأمين العام، وتترك الحزب لقيادات شابة ودماء جديدة تصلح من شأنه الداخلي. تعلم أن الحزب لم يعد به شباب يمكن الارتكاز عليهم في عملية الإصلاح؟ - هذا صحيح.. ولذلك اقترحت أن يكون الأمر، خلال عام للتمكن من فتح باب العضوية، وتجديد النشاط الحزبي، والدماء وخلق حالة من الزخم نفتقدها في الوقت الحالي.
أحمد حسن: لست مسئولاً عن «الهزيمة».. ورجال «النائب الأول» سبق أن تلاعبوا بتوقيعات الأعضاء كيف ستواجه الانتقادات التي وجهت لك بتدمير الحزب بعد انتخابات الشعب؟ - لم يقل لي أحد فيها قصرت (!!).. حتي يتم انتقادي بهذا الشكل.. فكان هناك لجنة لمتابعة الانتخابات ولم أكن عضوًا بها.. ومع ذلك تحملت مسئولية المتابعة بعد تخلي اللجنة التي كان يرأسها سامح عاشور عن دورها في متابعة العملية الانتخابية. هل كنت تتوقع أي تخرج نتيجة الحزب الانتخابية بهذا الشكل؟ - لا طبعاً.. لم أتوقع تلك النتيجة لأن المرشحين بذلوا جهدًا غير عادي خلال الانتخابات في ظل ظروف مالية صعبة للحزب إذ لم نستطع مساندة المرشحين غير القادرين باستثناء بعض الملصقات.. وعلي ذلك فالحزب قرر خوض الانتخابات والمشاركة لأنه لا يجوز للحزب الانسحاب من العمل العام بأي حال من الأحوال. وبماذا تفسر تراجع عاشور عن الموعد المحدد للانتخابات في نهاية الدورة الحزبية؟ - ليس له معني سوي أنه يعيد حساباته لتخريب الحزب.. والحزب خربفعلاً نتيجة هذه التصرفات غير المسئولة.. وبالتالي أعرض قيادات الحزب عن المشاركة باجتماع المكتب السياسي الأخير. ولماذا شككت في صحة التفويض الذي منحه رئيس الحزب ضياء الدين داود لعاشور؟ - الظروف الصحية لداود لا تسمح له بعمل تفويض كتابي لعاشور وأنا أحافظ علي رئيس الحزب، خاصة في ظروف مرضه الحالية، واستخدام عاشور للتفويض كلام غير أخلاقي.. ولذلك رفعت دعوي قضائية ضده لأني لن أخضع لأي ابتزاز. ولماذا - إذًا - ترفض فكرة المؤتمر العام الطارئ؟ - المؤتمر العام له شروط، إما أن تدعو له مؤسسات الحزب، وإما أن يدعو له ثلث الأعضاء.. وفي هذه الحالة نخشي تزوير توقيعات الأعضاء، ويجب مراجعتهم بالاسم لأن مجموعة عاشور سبق أن قامت بالعبث في توقيعات الأعضاء(!!)