الأحداث التي يشهدها الحزب الناصري تثبت يوما بعد يوم أن الحزب سيواجه مرحلة صعبة للغاية يراهن عليها طرفا النزاع, أحمد حسن الأمين العام, وسامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب. وكل واحد منهما تتبعه مجموعة من قيادات الناصري, وجميعهم يلعبون بورقة خسارة الحزب الفادحة في انتخابات مجلس الشعب الماضية التي خرج منها الناصريون بلا نصيب ولا عضو واحد يمثلهم في برلمان.2010 جبهة أحمد حسن نجحت في عقد اجتماع المكتب السياسي الذي قرر موعدا لاجتماع الأمانة العامة وهو يوم الخميس المقبل لحسم أمرين هما الآثار المترتبة علي انتخابات مجلس الشعب التي خسر فيها مرشحو الناصري ال23 والمسئول عنها وتحديد موعد آخر للمؤتمر العام التنظيمي للحزب الذي كان من المفترض عقده في23 من الشهر الحالي, حيث تضغط جبهة أحمد حسن لتأجيل المؤتمر عدة أشهر حتي يتم الانتهاء من الانتخابات الداخلية للحزب التي ستبدأ الأسبوع المقبل. وتري جبهة حسن أن تأجيل عقد المؤتمر العام أفضل بكثير من إرجائه حاليا حتي يتم إعادة هيكلة الحزب وتنقية جداول العضوية وترتيب أوراقه من الداخل. يأتي ذلك في الوقت الذي تصر فيه جبهة سامح عاشور علي عقد مؤتمر عام طاريء للحزب يوم الجمعة المقبل لمحاسبة المسئولين عن تردي الأوضاع في الحزب وتوسيع عضويته والبحث عن إعادة الطيور المهاجرة من الحزب. وذكر أحمد حسن أن المؤتمر الطاريء الذي دعا إليه عاشور باطل لأنه غير مستند علي لائحة الحزب التي تنص علي أن المؤتمر لا يصح انعقاده إلا بأحد أمرين, أولهما أن تدعو له مؤسسة داخل الحزب مثل المكتب السياسي أو الأمانة العامة, والأمر الثاني هو أن يتقدم ثلث أعضاء المؤتمر العام بطلبات لعقده, مشيرا إلي أن كل ذلك لم يحدث, وبالتالي فلا يصح لعاشور الدعوة لمثل هذا المؤتمر. أحمد حسن هدد باتخاذ كل الإجراءات الحزبية والقانونية ضد انعقاد المؤتمر الطاريء وأنه إذا تقدم أي عضو بعقده فلابد أن يتم عرض توقيعات هؤلاء الأعضاء علي أمانة التنظيم للتأكد من صحة التوقيعات وأصحابها. وفي هذا الشأن هدد أيضا أحمد حسن بأن لديه طلبات قديمة قدمها أعضاء لعقد مؤتمر طاريء في يوليو الماضي, وعند فحصها ثبت أن عددا كثيرا منها كان مزورا ولم يتخذ ساعتها إجراءات قاسية حفاظا علي وحدة الحزب وإنما اكتفي بعرضها علي الأمانة العامة في7/29 لإثبات الواقعة. لكن أحمد حسن هدد في الوقت نفسه بتقديم هذه الطلبات للنائب العام. الدكتور محمد سيد أحمد, أمين الشئون السياسية بالحزب, أكد أنه لا يسعي أحد في الناصري, لاخراج عاشور من حظيرة الحزب وإنما نحاول أن نتوحد ونكون يدا واحدة لإصلاح الحزب وجعله في مكانة تليق به مشيرا إلي أن سامح عاشور جاهل بالشئون التنظيمية للناصري علي الرغم من أنه محام ماهر وكان نقيبا للمحامين. وأضاف سيد أحمد: إن عاشور يحتمي بأشخاص ليس لهم أي علاقة بالأمور التنظيمية مثل محمود العسقلاني المتحدث باسم جمعية مواطنون ضد الغلاء الذي يدعي أنه عضو مكتب سياسي بينما هو لم يدخل الحزب منذ4 سنين, كما أنه عضو عادي في أمانة الناصري بأسيوط وشغال في مكتب عاشور. وتؤكد جبهة سامح عاشور أنها ستحضر اجتماع الأمانة العامة الذي دعا إليه أحمد حسن في اجتماع المكتب السياسي أمس الأول, رغم أن الاجتماع باطل لأنه لم يبلغ النصاب القانوني. وذكر الدكتور محمد أبوالعلا نائب رئيس الحزب أن المؤتمر الطاريء الذي دعا إليه عاشور صحيح لأن عاشور نائب أول لرئيس الحزب ولديه تفويض من ضياء الدين داود رئيس الحزب, كما أن هناك أكثر من ثلث أعضاء المؤتمر وقعوا علي طلبات وسيتم عرضها علي الأمانة العامة. وقال أبوالعلا إن الحزب ليس مؤسسة للتربح ويجب أن يشارك الجميع في بنائه, مشيرا إلي أنه سيتم إرسال دعوة لسامي شرف للعودة إلي حظيرة الناصري ومعه الطيور المهاجرة حتي يعود الناصريون من جديد. وتابع أبوالعلا أن الحزب بلا أمين تنظيم بعد أن استقال محسن عطية عضو مجلس الشوري, وأن جمال عبدالناصر ليس أمينا للتنظيم وإنما هو يساعد أحمد حسن في مهام منصب الأمين العام.