اشتباكات ومعارك في الوفد.. وانسحاب «إلكتروني» من الانتخابات ومرشحو الإعادة يرفضون التجمع حسم أمره بالمشاركة.. والناصريون يطالبون بإعادة بناء الحزب من القاعدة إلي القمة قبل 48 ساعة من الجولة الثانية والحاسمة للانتخابات البرلمانية المقرر لها بعد غد الأحد، دخلت أحزاب المعارضة في دوامة من الانشقاقات والخلافات، يري مراقبون أنها لا تؤثر فقط علي مواقف الأحزاب خلال الجولة الانتخابية فقط، وإنما قد تمتد إلي تغييرات درامية داخل أحزاب المعارضة نفسها. وحتي مثول الجريدة للطبع أنقسم المكتب التنفيذي لحزب الوفد بين مؤيد ومعارض للانسحاب، ووقف المرشحون طارق سباق وفؤاد بدراوي ومحمد المالكي ونائب الشوري محمد سرحان في المعسكر المؤيد لاستكمال الانتخابات، لكن الوفد أعلن علي موقعه الالكتروني قراراً بإعلان الانسحاب من جولة الإعادة. وفي حين أكد الحزب الوطني علي لسان الأمين العام صفوت الشريف مساء الأربعاء أن الحزب الحاكم لا يريد برلماناً بلا معارضة، مؤكداً أن الأهم هو تحقيق إرادة الناخبين وضرورة احترامها، فإن أمين تنظيم الوطني أحمد عز اعتبر أن التكتيك الانتخابي للوطني نجح نجاحاً كبيراً في إسقاط مرشحي جماعة الإخوان المحظورة.. مؤكداً في شرحه بأرقام الجولة الأولي صعوبة نجاح مرشحي الجماعة في الجولة الثانية. وعكس الأوضاع المريحة التي سيطرت علي الحزب الوطني بسبب نتائج الجولة الأولي التي حصد فيها الحزب 217 مقعداً، بدت الأوضاع داخل أحزاب المعارضة الرئيسية «الوفد والتجمع والناصري» مختلفة كثيراً إذ لم يحصد الوفد سوي مقعدين ويخوض الإعادة علي تسعة، وحاز التجمع مقعداً ويخوض الإعادة علي ستة، في مقابل فشل كل المرشحين الناصريين. وقرر حزب التجمع بعد اجتماع مشترك لأعلي هيئاته القيادية «المكتب السياسي والأمانة المركزية والمجلس الرئاسي» الاستمرار في الانتخابات وخوض جولة الإعادة وعدم الانسحاب مهما كانت الضغوط. وشهد الاجتماع خلافاً شديداً بين تيارين الأول يري الانسحاب من الانتخابات معتبرين أنها افتقدت معايير النزاهة، وتيار ثان يري أن الحزب توقع كل الأحداث التي رافقت العملية الانتخابية قبل بدئها، ومع ذلك لا يزال لديه ستة مرشحين يخوضون الجولة الثانية.. وانتهي الاجتماع بانتصار تيار المشاركة بفارق صوتين. وفي حين لم ينته اجتماع المكتب السياسي لحزب الوفد حتي كتابة هذا التقرير عاش الحزب ساعات عصيبة، حيث احتشد المئات من أعضائه في مقره أمس، وانقسم الحضور بين رأيين أحدهما يؤيد الاستمرار في الانتخابات والآخر يدعو إلي المقاطعة. ووصلت الخلافات إلي التشابك بالأيدي ومشاجرات بين الفريقين ولم تفلح قيادات الحزب في وضع حد للاشتباكات، مما أدي إلي إغلاق مقر الحزب وإخراج المتظاهرين والمتشاجرين إلي خارجه. وشدد رئيس الوفد السيد البدوي علي أن قرار المشاركة أو الانسحاب من الانتخابات سيحدده المكتب السياسي، مهدداً بفصل أي شخص يخرج عن الالتزام الحزبي والمشاركة في الانتخابات إذا قرر الوفد المقاطعة. وجدد البدوي هجومه علي من ادعوا أن حزبه عقد صفقة مع الحزب الوطني قائلاً: «هذا الكلام يدعو للسخرية والشفقة علي أصحاب الأقلام المفلسة». وحرص مرشحو الوفد الذين فشلوا في الجولة الأولي علي الحضور للضغط علي المكتب السياسي لاتخاذ قرار بالانسحاب، فيما حضر المرشحون الذين يدخلون مرحلة الإعادة مع العشرات من أنصارهم للضغط علي قيادة الحزب للاستمرار في الانتخابات. وشن مرشحو الناصري الخاسرون هجوماً عنيفاً علي قيادات الحزب وطالبوا في مؤتمر صحفي عقدوه ظهر أمس باستقالة المكتب السياسي وجميع قيادات الحزب من مناصبها أو تجميد الحزب. وقال النائب الأول للحزب الناصري سامح عاشور إنه ستتم دعوة المؤتمر العام للحزب لانعقاد طارئ خلال أسبوعين علي الأقل لاتخاذ إجراءات تجاه ما سماه «تجاوزات شابت العملية الانتخابية». وقال الأمين العام للناصري أحمد حسن إنه قد يستقيل من عضوية مجلس الشوري إذا تم اتخاذ قرار بذلك من مؤسسات الحزب، في حين دعا نائب رئيس الناصري أحمد الجمال إلي إعادة بناء الحزب من القاعدة إلي القمة مؤكداً أن نتائج الانتخابات تؤكد عدم صدق ما أشيع عن وجود صفقة بين الوطني والناصري قبل الانتخابات. أخبار انتخابات 2010