الأرقام لا تكذب أبدا لأنها توصيف للواقع وتأكيد علي الحقائق، والأرقام تؤكد أن نصف مدربي الدوري الكروي تم تغييرهم وتبديلهم أي أن نصف أندية الأضواء عدلت في الأجهزة الفنية.. الجونة والمقاولون والمصري والأهلي والاتحاد، علما بأن المقاولون غير جهازه الفني مرتين متتاليتين أي أن الجهاز الحالي هو الثالث في موسم واحد، لعملية حسابية بسيطة نجد أن الأندية التي غيرت الأجهزة قد صرفت الشرط الجزائي وقد تخطي المليوني جنيه لمجموعة المدربين الذين تمت إقالتهم.. وإذا كان تغيير هذا الكم الكبير من المدربين قد تم في فترة لا تتجاوز ثلث مباريات الدوري.. فهل يتم التغيير بنسبة 100% قبل نهاية الموسم؟! *** عصام الحضري ضرب الرقم القياسي في انتقالات حراس المرمي المصريين، فهو الوحيد في تاريخ مصر الكروي الذي لعب للثلاثة الكبار الأهلي والزمالك والإسماعيلي، وها هو ينتقل لناد جديد، بعد أن خاض التجربة الأوروبية ولم يوفق فيها، لكنه بالأرقام خسر الكثير.. ليس ماديا فقط، ولكن جماهيريا بعد أن أصبح الآن عدوا لجماهير الأهلي.. ثم الزمالك.. فالإسماعيلي.. والبقية تأتي! *** الأرقام الخرافية التي نسمعها عن عقود اللاعبين، تؤكد جنون كرة القدم، لاعب لا يساوي شيئًا، لكن المدرب يري فيه نجم المستقبل فيقدم له عقدا خرافيا ويصبح من أصحاب الملايين، وجنون كرة القدم يفوق فنون اللاعبين ومهاراتهم، صحيح أن اللاعبين في أوروبا يحققون في عام واحد.. ما يحصل عليه اللاعب المصري طوال مشوار حياته، ولكن نحن نتحدث عن مصر المحروسة التي ينام فيها الملايين بدون عشاء.. وفي الصبح يقرأون عن اللاعب الذي يرفض التوقيع بستة ملايين جنيه في السنة! المصيبة الأكبر أن الأندية ترضخ لطلبات اللاعبين ولمغالاتهم في الأسعار، في الوقت الذي لا تجد فيه الأندية مرتبات العاملين والموظفين المساكين الذين يحصلون علي الفتات! فهذا النادي يفتح باب التبرع ليقدم ما يحصل عليه لعقد لاعب جديد، والآخر يسحب علي المكشوف من البنوك، والثالث لم يسدد الضرائب وتم الحجز عليه.. والرابع قطعوا عنه النور والمياه لأنه لم يسدد الفاتورة، وهكذا نحن.. نتوه في زحام فنون الكرة وجنونها الذي يطير العقول!