في واحدة من أبرز ظواهر هذه الانتخابات، رصدنا لجوء العديد من المرشحين إلي صور الزعماء في دعاياهم للشهرة وجذب الأنظار، وبالطبع كان الرئيس مبارك في دعاية مرشحي الوطني والزعيم الراحل السادات في دعاية أقاربه وعبدالناصر في دعاية الناصريين وخالد محيي الدين دعاية التجمعيين، بالإضافة إلي صور سوزان مبارك علي دعاية مرشحات الكوتة. حين غاب عن المرشحين الناصريين الاهتمام بالبرنامج السياسي المشترك للحزب فإن العامل المشترك بينهم هو وضع صورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر إلي جوار صورهم علي مطبوعاتهم في إشارة إلي تمسك مرشحي الحزب لمبادئ عبد الناصر. وانتشرت صور مؤسس التجمع خالد محيي الدين في الدوائر التي فيها شهرة مثل القليوبية. وأكد الناصري حمادة عبد الفتاح مرشح الحزب بدائرة دار السلام بسوهاج علي مقعد العمال أن جميع دعاية الناصريين قائمة علي صورة جمال عبد الناصر وهذا أكسبهم تعاطفاً وتضامناً من جانب الجمهور فحتي من لا يعرفه أبدي تأييده بسبب حبهم للزعيم الراحل. وأوضح أنه يعتمد علي البرنامج الناصري المستوحي من الحقبة الناصرية في دعايته بالدائرة والتي من خلالها يمكنه حل مشكلاتها قائلاً إنه يعمل علي 50 مشكلة في الدائرة بالدرجة الأولي فدار السلام تعد أفقر مركز علي مستوي محافظات ومراكز الجمهورية. في المقابل قام المرشح توحيد البنهاوي مرشح الحزب الناصري في شبرا أول فئات القليوبية بتوزيع صورة صغيرة علي أهالي دائرته للزعيم الراحل عبد الناصر مكتوب عليه المقولة الشهيرة «لا كرامة لجائع ولا قوة لمريض ولا طمأنينة لمن لا سكن لهم وانتخبوا توحيد البنهاوي دفاعاً عن حق التعليم والعمل والعلاج والصحة. وأوضح «البنهاوي» أن درجة قبوله عند الجماهير العامة في الدائرة زادت بتوزيع تلك الصور والمقولات التي قامت بتبسيط البرنامج الخاص به حتي يصل للناس مستنكراً ما يقوم به المرشحون الآخرون من وضع آيات قرآنية علي صورهم لحث الناس علي انتخابهم سواء من الإخوان أو غيرهم. ومن جانب آخر استخدام مرشح حزب التجمع بكفر شكر رضا مرجان عمال بالقليوبية صورة للزعيم خالد محيي الدين وشعبيته هناك بناء علي أن دائرته مسقط رأسه، وأوضح أن ترشيح اللواء السيد البدوي محيي الدين مرشح الوطني من نفس عائلة خالد محيي الدين لا تؤثر علي موقفه في الانتخابات. وأكد أن دعايته الانتخابية قائمة علي برنامج الحزب في المقام الأول لأن تاريخ خالد محيي الدين مضيء ومعروف بالنسبة للناس، مضيفاً أن أهالي الدائرة سعداء بترشح واحد من حزب التجمع بعد العلاقة الوطيدة التي جمعت الحزب بالدائرة المشهورة باليسارية والتي تعلقت بسقوط محيي الدين في انتخابات 2005 لأن الحزب يراهن علي تلك الدائرة بقوة لأنها دائرة زعيم الحزب. فيما قام مرشح حزب التجمع ببنها علي مقعد اللافتات محمود فودة بتعليق الفئات تجمعه مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وخالد محيي الدين. ومن جانبه فسر عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس بالبحث عن الشرعية التي يسعي المرشح لاكتسابها وعادة لا يجدهها إلا في التمسك بفكر زعيم مثل سعد زغلول وفؤاد سراج الدين وجمال عبد الناصر، موضحاً أن الصورة في حد ذاتها تعتبر برنامجاً معيناً علي طريقة صاحب الصورة بدلاً من استخدام العبارات المعقدة، وأشار إلي أن التاريخ لا يتكرر بينما المبادئ تظل ثابتة وتتغير الوسائل فعادة من يستخدم صورة سعد زغلول أو سراج الدين يكون برنامجه مواجهة الاحتلال وتحرير الحركة الاقتصادية. واتفقت معه د. ليلي عبد المجيد عميدة كلية الإعلام سابقاً موضحة أن هذا شكل للدعاية التي تعتمد علي الاستمالات العاطفية لاقناع الناخبين البسطاء محدودي الثقافة لاقناعهم بالتصويت للمرشح. أبدت تحفظها علي هذه الوسائل أمام الاستمالات المنطقية والعقلية المبنية علي إنجازات فأعتبرت ذلك طرقاً غير مشروعة مثل الرشاوي الانتخابية لشراء الأصوات.