جديدا الانتخابات البرلمانية 2010 هما الدعاية الصوتية باستخدام سيارات بمكبرات الصوت لإذاعة نوعين من الأغاني: وطنية، وإعلانية باسم المرشح وصفاته والدعوة لاختياره.. أما الجديد الثاني فهو عودة نظام الكوتة وتخصيص مقاعد للمرأة في البرلمان الجديد تتنافس عليها سيدات قد تقوم الواحدة منهن بتمثيل محافظة بأكملها.. ولكن وصولهن إلي تلك المقاعد ليس هو المشكلة.. المهم أن تبقي المرأة في التمثيل البرلماني بعد انتهاء فرصة الكوتة عن طريق استغلال تلك الفرصة جيدا وإثبات قدرة المرأة علي القيام بدور فعال من خلالها.. ومن المثير للخجل أن بعض المرشحات يتجهن في برامجهن إلي مشكلات اجتماعية بحتة لا علاقة لها بالبرلمان كمشكلة العنوسة التي تشغل بال بعض المرشحات فيضمنّ برامجهن الانتخابية حلولا مقترحة لتزويج البنات! في حين تتعرض برامج أخريات لقضايا أكثر جدية وخطورة وبالرغم من أنها تحوي مشكلات ذات طابع اجتماعي أو اقتصادي اجتماعي، فإنها تحتاج إلي تشريعات برلمانية وتفعيل لقوانين وأعراف واتفاقات دولية مثل أطفال الشوارع والتمييز ضد المرأة.. ولكن سيدات الكوتة لم يجدن القضية التي تميزهن وتضمن لهن الأصوات المستقبلية لبقاء وجود التمثيل النسائي في البرلمان بالرغم من وضوح تلك القضية وتميز المستفيدين منها.. قضية المرأة تحت قبة البرلمان ينبغي أن تكون في المقام الأول هي: المرأة.. أولا لأنها الأقدر علي فهم مشاكلها وعرضها وتبني الدفاع عن حقوقها وإيجاد حلول لها.. وثانيا لأن بها ضماناً لأصوات السيدات اللواتي يمثلن نسبة كبيرة تستطيع الإبقاء علي وجود المرأة بعد انتهاء فرصة الكوتة، ومساندتها في مواجهة المنافسة مع الرجال.. ومن الجيد تبني قضايا شرائح نسائية معينة كالمهمشات، والأمهات المعيلات، وتعليم المرأة، وغير ذلك مما يتبعه آثار إيجابية علي المجتمع ككل لا علي المرأة وحدها.. ومما يحسن من أوضاع المرأة بشكل ملموس أنها أكثر قدرة علي المشاركة السياسية واستخدام صوتها في مساندة وجود المرأة في البرلمان فيما بعد لا عن طريق الكوتة بل عندما تدخل في منافسة انتخابية حقيقية مثلها مثل الرجال.. الواقع أن هناك من المرشحات من يتوافر لديهن هذا الوعي المستقبلي بدورهن في ترسيخ وجود المرأة المصرية في البرلمان، وليس مجرد نجاحهن في الفوز بمقعد في إطار الكوتة.. كما أن هؤلاء يدركن جيدا أن أصوات الرجال ستذهب لهن هذا العام لأن الاختيار سيكون بين سيدة وأخري.. ولكن انتهاء العمل بالكوتة سيضعهن في تنافس مع المرشحين الآخرين نساء كن أم رجال.. وعندئذ سوف يتم انتخاب الأصلح وقد تضمن المرشحة أصوات السيدات إذا كانت قد عملت علي تبني قضاياهن، ونجحت في اكتساب ثقتهن الحقيقية.. تبني المرأة لقضايا المرأة لا يعني تخلي النائبات عن دورهن في تمثيل أهالي الدائرة بوجه عام، ولا يشكل تمييزا للمرأة عن بقية المجتمع.. ولكن لأن لكل مرشح قضايا محددة في برنامجه الانتخابي من المفروض أن تشكل أولويات عمله البرلماني وتنبع من الذين يقوم بتمثيلهم، هكذا الحال بالنسبة للمرأة أيضا.. وتبني المرأة لقضايا المرأة سيضمن وجودها ليس من خلال سيارات الميكروفونات، ولا بالأغاني، ولا عن طريق تزويج الفتيات، ولكن لأن المرأة ستنتخب المرأة.