في رصدنا للتحركات العمالية المكثفة في اللحظات الأخيرة الحاسمة قبل معركة «28 نوفمبر» كان التفاعل كبيرًا والعمال يستغلون بكل قطاعاتهم كتلهم التصويتية لصالح من يحقق آمالهم إن كان من الوطني أو المعارضة، وكأن القيادات العمالية المعارضة قد دشنت لدعم مرشحيها في التجمعات العمالية من أجل تبني قضاياهم في البرلمان، وأصدرت حركة «عمال من أجل التغيير» بيانًا تعلن فيه مطالبها من جميع المرشحين وتحثهم علي مساندة القضايا العمالية والمساهمة في صياغة تشريعات تحقق طموحات العاملين، وتضمن بيان الحركة عدة مطالب أبرزها تعديل قانون النقابات العمالية بما يحقق مصالح العمال، وضرورة وجود رقابة علي أصحاب الشركات لمنع اتخاذ أي إجراءات لتشريد العمال بجانب وضع سياسة لزيادة الأجور سنويا، وقدمت الحركة بيانها الذي حمل عنوان «من أجل تغيير حقيقي» إلي أحزاب الوفد والتجمع والناصري لدعوتها إلي الوقوف خلف مرشحي العمال الحقيقيين علي أن تبدأ الحركات والتيارات العمالية دعوة عمال الشركات في التجمعات الكبري للتصويت لصالح عدد من المرشحين. وتراهن الحركات العمالية علي عدد من المرشحين العماليين أبرزهم البدري فرغلي بدائرة بورسعيد وسعودي عمر بدائرة السويس ومحمد رسلان بدائرة أطفيح ومحمد زكي زكي الحفناوي النقابي البارز بشركة المطروقات والمرشح بدائرة مصر القديمة علي أن يتم توزيع بيانات ومنشورات بالشركات لدعم هؤلاء المرشحين. وقال مصطفي نايض أحد مؤسسي حركة «عمال من أجل التغيير» إنه تم تأجيل جميع التحركات الخاصة بالانتخابات العمالية للتفرغ لدعم مرشحي العمال «الحقيقيين» في المعركة البرلمانية، مشيرًا إلي أن حصول هؤلاء علي مقاعد بالبرلمان يضمن الحفاظ علي نسبة 50% عمال وفلاحين بدلاً من استغلالها من قبل فئات أخري ليس لها علاقة بقضايا العمال. وتزامن ذلك مع تهدئة الأوساط العمالية التي غضبت من استبعاد قياداتها من ترشيحات الوطني، وأكد القيادات والعمال أنهم ملتزمون ويقفون خلف مرشحي الحزب ردًا علي الشائعات المستمرة إلي الآن في بعض الدوائر، وقال د. نبيل العطار أمين صندوق النقابة العامة للأسنان واتحاد المهن الطبية «أحد المستبعدين» أن الحزب له رؤية أكثر شمولاً وتري ما لايراه جميع المرشحين علي قوائمه وأنه سيقف خلف الوطني، مشددًا علي احترامه لهذه الرؤية التي يجب أن تعلم أعضاء الحزب معني الالتزام، محذرًا من تفتيت مستقلي الحزب للأصوات لصالح د. فريد إسماعيل نائب «فاقوس» الحالي عن جماعة الإخوان المحظورة دعيا الجميع إلي الالتزام باختيارات الحزب. ونفي العطار قدرة النقابة العامة للأسنان أو النقابات الفرعية علي دعم مرشحيها في الانتخابات وذلك بسبب ضعف إمكانيات هذه النقابات المادية. وأكد د. أحمد فرحات نقيب البيطريين علي التزامه بقرار الحزب وعدم ترشيحه علي دائرة شما محافظة المنوفية وسيتفرغ للعمل النقابي وخدمة مهنة الطب البيطري بالإضافة إلي توسيع نطاق خدماته استعدادًا للدورة المقبلة وأن هذه التجربة أفادته كثيرًا في العمل السياسي، مستبعدًا دعم النقابة لأي مرشح من أي تيار سياسي خاصة الإخوان التي ترشح منها د. أحمد الفولاني نقيب البيطريين في بورسعيد أو د. ياسر حمودة بدائرة اسطنها منوفية. وأكدت مصادر مقربة من جمال سويد وكيل ثان النقابة العامة للمحامين والذي تم استبعاده من ترشيحات الحزب في دائرة غبريال التزامه بقرار الحزب وعدم الترشح مستقل وذلك للظروف الخاصة بدائرته السابقة والتي ترشح عليها د. مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية. طاهر أبوزيد: أعرف «الحزب الناصري» لكني لم أسمع عن «أبوالعلا» من قبل ما ردك علي اتهامات منافسك بأنك لا تملك برنامجاً وتعتمد علي شعبيتك الكروية؟ - لم أسمع للمنافسين عن برنامج وإذا كنت أسمع عن الحزب الناصري فلم أسمع من قبل عن د.محمد أبوالعلا وأقول لهم جميعا برامجكم عفا عليها الزمن لأنها تحولت لكلام مرسل عن تطوير الخدمات. إذًا ما برنامجك؟ - برنامجي يقوم علي العمل الجماعي فالفرد الواحد لا يستطيع أن يغطي دائرة بأكملها والتغيير لابد أن يكون من المجموع وليس الفرد، فمثلا مشروعات الشباب يجب أن يشارك فيها رجال أعمال وكيانات حقيقية والجماهير لم تعد تصدق الوعود الوهمية المكتوبة لأنها لا تنفذ ولم يعد الوعي الانتخابي ضعيفا كما كان في الفترات السابقة ولم يعد الصوت يأتي إلا بعد الاقتناع ومن هنا لابد أن يشارك أبناء الدائرة في وضع حلول لأن دائرة «الساحل» متسعة وبها كتلة سكانية كبيرة. تقصد تشكيل مجموعات عمل؟ - نعم من 8 إلي 10 أفراد تتصل بشكل مستمر بالجماهير لتحصر مشاكلهم تمهيدا لحلها، خاصة في ظل تباين مشاكل المناطق المختلفة داخل الدائرة الواحدة وأقول لمن يتحدثون عن فرص عمل أنتم لا تملكون منها واحدة والأهم من الحلول رصد مشاكل الدائرة بدقة وشعاري «الصدق هو الحل مع الناخب». هل تعتقد أن شهرتك كلاعب كرة سيكون لها مردود علي فرصك كما يردد المنافسون؟ - أقول لخصومي ترددون ذلك لأنكم غير قادرين علي حشد جماهير لمؤتمراتكم وإذا كنت استند لتاريخ رياضي وتجربة إدارية هناك مؤهلات أخري وعملت في مؤسسات صحفية كبيرة هي الأخبار والجمهورية.. ولا يمكن اختصار مسيرتي في «الكرة». الحديث عن هبوطك علي الدائرة بالباراشوت هل يؤثر عليك؟ - لا، فوالدي درّس لأبناء شبرا وشبابها وكان ناظرا لمدرسة الهاشمية ووالدتي تعيش في شبرا منذ 50 عاماً «وندواتي بتقلب شبرا كلها». المنافسة داخل الدائرة عنيفة فما موقفكم؟ - لا أنكر أن دائرة الساحل من الدوائر الحرجة والثقيلة لأن جميع الأطياف السياسية تتنافس فيها ولذا سنلقي الكرة في ملعب الشارع السياسي وإذا كان الإخوان يقولون إنها دائرة إخوانية فأقول لهم كانت وفدية عندما كان أحمد طه نائبا ثم كانت للوطني وأخيرا للإخوان وأبناء الدائرة يقدمون كشف حساب لكل نائب.. «ومفيش حاجة اسمها، هذه دائرة الإخوان»لأن مصر للمصريين وليس للإخوان فقط أو لأي قوي سياسية. الناصري هاجم انفاقك داخل الدائرة؟ - لا أسعي لمكسب من حصانة البرلمان لأن العضوية مسئولية،ولسنا في مزاد انتخابي علي كرسي البرلمان ورصيدي هو البشر. لماذا اخترت الوفد لتخوض الانتخابات تحت لوائه؟ - لأنه أقرب التيارات لفكري ولأنه معارض موضوعي ولا يسعي للدخول في صدامات مع الدولة واستطاع إعادة الحراك للساحة هذا بخلاف امتلاكه لتاريخ كبير. محمد أبو العلا: أبو زيد هبط ب«الباراشوت» علي الساحل ولا يملك برنامجاً سوي «لعب الكرة في البرلمان» كيف تري فرص نجاحك في مواجهة طاهر أبو زيد؟ - أخشي أن يكون المشروع القادم هو التركيز علي لاعبي الكرة بما يغيبنا عن المشكلات الشائكة والخاصة بالاستثمار والاقتصاد والعدالة وسؤالي لطاهر أبو زيد ما هو مشروعك وما هو برنامجك هل هو الكرة واللاعبون وإذا كان كذلك فأقول هذا ليس مشروعاً سياسياً ولا اجتماعياً والتقييم النهائي للجماهير التي تعي أن هذه الدائرة يسارية منذ البداية وإذا كانت الكرة هي أفيون الشعوب فلن تحل مشاكل التعليم والصحة لأن البرنامج السياسي هو الحل. إذًا ما برنامجك؟ - برنامجي يقوم علي التنمية الذاتية وتحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء علي البطالة وفقًا لما أكد عليه برنامج الحزب بخلاف تركيزه علي فكرة التكافل وتطوير التعليم وإذا كنت لا أملك شنطة الفلوس التي اشتري بها الأصوات فلدي برنامج يحترم آدمية الإنسان ولا يجعلهم يمدون أيديهم لأحد بلا كرامة فالحزب الناصري يعمل بمبدأ «أعطني سنارة ولا تعطني سمكة». يبدو أنك تعاني من عدم وجود دعم حزبي؟ - هذا طبيعي فلدينا حدود في الإنفاق ولا أخفي أن أموال الوفد والوطني فاضت بكثافة علي الدائرة وظهر بوضوح سماسرة الانتخابات والصوت وصل لمئات الجنيهات وأرفض أسلوب ربط الناس في الحبال للتصويت من أجلي لأن هذا شكل غير آدمي. تشكو من عدم التنسيق بين الوفد والناصري؟ - نعم.. فالتنسيق تحول لحبر علي ورق حتي مع رموز المعارضة ومصالح الأحزاب الذاتية طغت علي المصلحة العامة وهذا وضع غير سليم. كيف تري فرص نجاحك بين مرشحي الوفد أبو زيد والإخواني حازم فاروق؟ - الأول هبط علي الدائرة بالباراشوت والثاني لا أري صعوبة في مواجهته لأنه لم يشارك المواطنين في أحزانهم وأفراحهم والمساجد كانت وسائلهم في الوصول للبسطاء وهذا أسلوب مرفوض لأنه يخلط بين الدين والسياسة. ما الكتلة التصويتية التي تعتمد عليها؟ - اعتمد علي تلاميذي من خريجي كلية الهندسة بشبرا وهم كثيرون بالدائرة وكذلك أعضاء هيئة التدريس وأركز بشكل كبير علي الشباب أيضًا هذا بخلاف أني امتلك تاريخاً سياسياً كبيراً استند إليه حيث كنت أمين الاتحاد الاشتراكي وقائد المقاومة الشعبية بالساحل وأتمني أن يركز الجماهير علي البرامج والتاريخ السياسي وليس شنطة الأموال. لماذا تتحدث بلهجة غضب عن حزب الوفد؟ - لأنهم خضعوا لرغبة أبو زيد علي خوض الانتخابات علي عكس ما فعله حزب التجمع من سحب مرشحه في مواجهتي وهو نبيل زكي.