في صراع انتخابي من نوع غير مسبوق بدوائر الصعيد، تشهد دائرة «دار السلام» بسوهاج حالة من الصراع المتأجج بين أبناء العائلة الواحدة بين 32 مرشحًا علي مقعد العمال فقط وشقاقاً داخل القبائل التي عادة ما تحسم المعركة الانتخابية هناك، حيث تسيطر علي أصوات الدائرة قبائل العرب والهوارة والأشراف. فتمثل قبائل العرب أكبر كتلة تصويتية في سوهاج عمومًا وخاصة دار السلام فتتعدي 60% من الأصوات تليها الهوارة ثم الأشراف في حين يمثل المستقلون أغلبية المرشحين، يتنافس 5 مرشحين حزبيين فقط أبرزها الوطني والوفد والناصري.. فيما ترك الوطني الدائرة مفتوحة علي مقعد العمال بين النائب السابق فاروق بهجت وعطية بربري منافسة، ويصارع الوفد بمرشحه فاروق حمدان أما الناصري فيتنافس «حمادة عبدالفتاح» الذي يراهن علي أصوات قبيلة الهوارة وبعض من أصوات العرب بعد فشل التنسيق بينه وبين مرشح الوفد حسب قواعد الائتلاف الذي يضم أحزاب الوفد والتجمع والناصري. من جهة أخري يشتعل صراع «أولاد العم» من العائلات السياسية في الدائرة بسبب ترشح أكثر من مرشح من نفس العائلة طمعًا في كرسي الشعب بالدائرة، فوصل الأمر إلي ترشح 3 مرشحين من أبناء العمومة علي نفس المقعد وهو ما تسبب في حالة عامة من الاستنكار بسوهاج، إذ ينافس فاروق حمدان مرشح حزب الوفد علي مقعد العمال ابن عمه جمال حمدان علي نفس المقعد مستقل.. وينافس فاروق بهجت إبراهيم ابن عمه محمود عبد الحق إبراهيم مستقل وهو موجود في نفس البلدة التي ينتمي إليها الأول، أما عطية بربري المرشح الثاني للحزب الوطني فينافسه اثنان من أبناء عمومته السيد سليمان مستقل وأحمد جمعة مستقل هو الآخر. وعلي الجانب الآخر فشلت محاولات ومساعي الصلح التي قادها كبار العائلات والقبائل هناك نظرًا لخوض المرشحين استعدادات قبل الترشح بفترة طويلة وعمل أرضية جماهيرية واسعة في الدائرة وهو ما رفضوا للتنازل عنه لصالح أبناء عمومتهم الحزبيين ففشلت جلسات الصلح التي عقدت مع المرشحين محمود عبدالحق والسيد سليمان وأحمد جمعة وعطية بربري.