تعتبر محافظة قنا أكثر محافظات مصر سخونة في المعارك الأنتخابية مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري بدأ الصراع القبلي في الظهور، فالقبيلة هي كلمة السر دائمًا في الحياة البرلمانية، حيث يدور الصراع في ثلاثة محاور رئيسية هي قبائل العرب والأشراف والهوارة. يتمركز صراع العرب والهوارة في مناطق شمال المحافظة، بينما يظهر الصراع القبلي بين العرب والأشراف في مناطق وسط المحافظة، حيث مدينتا قفط وقنا. أما مركزا فرشوط وأبو تشت فينحصر الصراع بين عائلات «الوشيات - القليعات والسماعنة». وتلك هي خريطة الصراع الانتخابي بقنا، والتي تضم 4 دوائر انتخابية في دورة التجديد النصفي لمجلس الشوري دائرة قوص بعد انفصال أرمنت وانضمامها لمحافظة الأقصر لم يحسم الحزب الوطني موقفه من مرشحيه، وكذلك بعض الأحزاب باستثناء حزب الوفد الذي أعلن عن اسم مرشحه عبدالمحسن أبوالحمد، والحزب الناصري الذي رشح جمال فريد إبراهيم، أما الدائرة الأولي وأكثر الدوائر سخونة في الانتخابات، والتي تشهد صراعًا منذ القدم بين قبيلتي العرب والأشراف، فقد أفرز المجمع الانتخابي لقبيلة الأشراف بانتخاب رموز العائلات وعمد القري ومشايخها عن فوز رفاعي عبدالوهاب عمر بأغلبية الأصوات ليمثل القبيلة في انتخابات التجديد النصفي، وهو عضو مجلس الشعب عن الدائرة سابقًا. في حين طرحت قبائل العرب أكثر من مرشح للدائرة يعد أبرزهم النائب الحالي، ولدورتين سابقتين محمود سيد جعبور إلي جانب رجل الأعمال محمد عبيدالنجار ابن قرية البراهمة مع مرشحين آخرين قررا خوض الانتخابات للمرة الأولي وهما محمود العكرمي وسيد عبادي القاضي. وكعادة الحزب الوطني ينتظر ما سوف تسفر عنه اجتماعات أعيان القبائل لتفاضل بين أفضل المرشحين، خاصة أن كل أعضاء هذه المجمعات الانتخابية أعضاء بالحزب الوطني. ويبقي في النهاية أن نشير إلي أن القبيلة بأعرافها وتقاليدها غالبًا ما تنتصر إرادتها في وجه أي عاصفة ترغب في التغيير، لتظل القبيلة هي الحاكم الأول بلا منازع في الحياة البرلمانية في الصعيد عامة وقنا علي وجه الخصوص.