بقلم : د.هانى الناظر تشهد مصر خلال هذه الأيام مظهرًا من أعظم مظاهر التطور الإيجابي في الحياة الديمقراطية حيث يستعد الجميع للانتخابات البرلمانية المقبلة وباتت الأحزاب السياسية باتجاهاتها المختلفة تطرح برامجها من أجل الحصول علي ثقة الناخبين. بل إن المستقلين الذين لا ينتمون لأي حزب من تلك الأحزاب انضموا لحلبة السباق من أجل الحصول علي مقعد البرلمان. واللافت للنظر في انتخابات 2010 الكم الهائل من المتقدمين للترشيح بالإضافة إلي دخول الأحزاب الصغيرة والتي كانت دائمًا تغيب عن المشاركة. كما أعطي دلالة قوية علي ثقة الأحزاب والمواطنين في نزاهة الانتخابات المقبلة والتي أخذت هذا الدعم الكبير من تصريح الرئيس محمد حسني مبارك وتوجيهاته للحكومة بضرورة أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة. والواقع يقول إن هناك حوالي أكثر من عشرين حزبًا سياسيًا مصريًا تمثل توجهات فكرية مختلفة وتعبر عن حال المجتمع المصري، فيأتي الحزب الوطني الديمقراطي في مقدمة هذه الأ حزاب بما يمتلك من مقومات عديدة تجعله في هذا الموقع ثم نجد حزب الوفد وقد بدأ يخطو خطوات جديدة وجريئة نحو الدخول في معترك المنافسة الشريفة مع الحزب الوطني. ونجد أحزابًا أخري مثل حزب التجمع وقد بدا في حالة تفاعل داخلي من أجل تقرير المصير والتطلع لدخول تلك المنافسة، وأحزابًا أخري كالناصري والعربي الاشتراكي والجيل والأمة والغد وغيرها بدأت تعيد النظر وترتب أولوياتها وتستعد هي الأخري لتشارك بدور مؤثر في الحياة السياسية المصرية ولعل قرب حلول موعد انتخابات مجلس الشعب قد أدي إلي اشتعال تلك المنافسة، بل إن هناك تيارات أخري غير حزبية باتت تبحث عن دور تحاول من خلاله اثبات وجود وقدرة علي التأثير علي الرأي العام والشارع المصري إلا أنها في حقيقة الأمر لا تمثل أي قوة مؤثرة لفقدانها الشرعية علي عكس الأحزاب السياسية التي تستمد قوتها من شرعية وجودها. وفي هذا الزخم السياسي الكبير نجد الحزب الوطني الديمقراطي يأتي في مقدمة الأحزب السياسية بشعبيته الجارفة وقوة مرشحيه وقد بدا الحزب وقيادته في حالة ثقة شديدة واعتزاز كبير ببرنامج انتخابي قوي يعتمد علي 7 محاور تمثل آمال وطموحات المواطن المصري في مستقبل أفضل له ولابنائه من بعده فقد أعلن الحزب علي لسان أمين السياسات السيد جمال مبارك عن تلك المحاور التي شملت قضايا التوظيف والاستثمار وإيجاد فرص عمل للشباب وكذلك قضايا العدل الاجتماعي ودعم الأسر الصغيرة ووضع الحزب في برنامجه التزامات خاصة بقضايا الصحة والتعليم والبحث العلمي والزراعة بالإضافة للمحور السياسي. وهكذا يخوض مرشحو الحزب الوطني الديمقراطي الانتخابات يحملون معهم برنامجًا قويًا يمثل خريطة طريق لمجتمع أفضل يضع آمال المواطنين في أولوياته مجتمع يتمتع بالصدق والشفافية مجتمع يرفع العلم شعارًا ويضع نصب أعينه النهوض بمستوي المعيشة والارتقاء بالخدمات العامة. لقد آن الأوان أن يختار الشعب نوابًا أقوياء ينتخبون حزبًا حقيقيا تعمل قيادته وكوادره علي استمرار الإصلاح ودعم المواطن وتحقيق الرفاهية لكل المصريين ولن يأتي هذا إلا بالمشاركة الحقيقية في العملية الانتخابية والتوجه لصناديق الانتخابات واختيار الأصلح والأفضل بعيدًا عن العواطف والقبلية ونفوذ المال. إننا نريد نوابًا يعملون ليلاً ونهارًا في سن القوانين والتشريعات، نوابًا يتابعون أداء الحكومة، نوابًا يبذلون كل الجهد لحل مشاكل المواطنين وتحقيق أمانيهم، إنني علي ثقة بأن المواطن المصري بطبيعته الفطرية يفرق جيدًا بين الغث والسمين، يعرف من هو القادر علي حل مشاكله ويعرف أيضًا من هو ذلك الذي يحاول أن يضلله بشعارات عاطفية لا تحمل برامج ولا تعبر عن أفكار بناءة، المواطن يريد النائب الذي يعمل في منظومة حزبية حقيقية لها انجازات وتمتلك مقومات النجاح ببرامج حقيقية وليس بشعارات براقة. إننا جميعًا ننتظر الثامن والعشرين من نوفمبر لكي ننطلق جميعًا نحو صناديق الانتخاب لنعطي صوتنا للحزب الذي قاد أكبر عملية إصلاح سياسي في التاريخ المصري المعاصر، الحزب الذي يملك برنامجًا وطنيًا حقيقيًا الحزب الذي يرأسه الرجل الذي خاض أكبر انتصارات في تاريخ مصر في أكتوبر 1973 عندما أجهز علي العدو خلال الضربة الجوية الأولي، حزب يرأسه زعيم جنب البلاد ويلات الحروب وقادها لحركة نهضة ونقلة اقتصادية حرة في الوقت الذي عانت بلاد العالم من أزمات اقتصادية متتابعة إننا ننتظر هذا اليوم الذي نحتفل فيه بفوز الحزب الذي يعمل من أجل أبنائنا.