وصف الفنان خالد صالح إحساسه وهو ينتظر ردود الأفعال حول فيلمه «ابن القنصل» بالرعب وذلك بالرغم من تقديمه لعدد كبير من الأفلام إلا أنه يري هذا الفيلم ذا طبيعة خاصة في كل شيء خاصة أنه يقدم دور «أب» في الستين من عمره بما يتطلبه هذا الدور من اتقان في الشكل والصوت والاحساس والأداء. صالح تحدث خلال سطور هذا الحوار عن ملامح هذه التجربة واحساسه بها. هناك حالة من الجدل أثارها فيلم «ابن القنصل» منذ الساعات الأولي من عرض أفيشاته، كيف تتوقع ردود الأفعال حوله؟ - تجربتي في هذا الفيلم ذات طبيعة خاصة وحتي الاحساس الذي انتابني لم أشعر به من قبل لأنني لم أكن أتوقع أن أقبل هذا العمل وترددت جداً في البداية وبعدها قررت أن أقبل المغامرة رغم خطورتها، لذلك من الصعب أن أتوقع أي شيء لأني اعتبره مغامرة ولا أخفي عليك قلقي منها. ألا تعتمد في اختياراتك علي المغامرات؟ - ليس دائماً ولكن في هذا الفيلم بالتحديد استطيع أن اعترف بأني وافقت عليه لأن المغامرة استفزتني والفيلم مغر جداً ولكني لم أكن اتصور أن أقوم بتقديم شخصية «أب» في الستين من عمره وكان من الصعب أن اقتنع ولكن كان شرطي الوحيد لخوض هذه المغامرة أن اقتنع بهذا الدور لكي أمتلك الأساس الذي اعتمد عليه لأقنع الجمهور. أما عن مبدأ العمل علي أساس المغامرات فأنا أحبه جداً ولكن ممكن أن نختار له اسماً آخر وهو التحدي. وما المقصود بالتحدي من وجهة نظرك ومن الذين تتحداهم؟ - تحدي النفس فبدون قصد أصبحت اجري وراء الأدوار الصعبة وعقلي لم يعد يقبل أن أقبل دور «فلات» أو عادي وأصبحت اشعر بأنني أخون جمهوري إذا لم أقدم له أدواراً مختلفة وصعبة. وما الرسالة التي يقدمها «ابن القنصل»؟ - نقدم من خلال الفيلم معني مهماً وهو أن كل شيء في حياتنا تحول إلي «فالصو» وهذا أصبح حقيقياً جداً لأن كل ما حولنا تم استبداله بالمنتج الصيني.. سوء كان السبحة أو سجادة الصلاة أو السمك أو الفول وكل شيء وهذا له دلالات مفزعة جداً خاصة أننا استبدلنا أشياءنا الأصيلة والمهمة المعني بالمنتج الصيني.. والفيلم يدور حول هذا المفهوم، ولا أريد أن أكشف تفاصيله ليراه المشاهد من الزاوية التي تناسبه. وكيف تمكنت من إقناع نفسك «أنك القنصل» والد أحمد السقا؟ - هذه الخطوة تطلبت مني مجهوداً كبيراً خاصة أن مدخل الشخصية لم يكن عندي لأنه كان من الصعب علي أن أتخيل الشخصية وفجأة أجد الماكيير يجعلني أري نفسي بشكل مختلف ولذلك قمت بتأجيل الموافقة علي الدور وقلت لهم بعد أن أري الشكل النهائي سوف أحدد موقفي وبالفعل قمنا بالاستعانة بماكييرة مميزة جدًا من سوريا نجحت في تقديم عدة أشكال لهذا الرجل المسن وفي مرة كنت أعترض علي شخصية ومرة أخري يعترض أحمد السقا لأنه هو الآخر كان من المهم أن يختار معي الشكل الذي سيظهر به والده ليصدق الشخصية وأحيانًا كان يعترض المخرج إلي أن اتفقت أنا والسقا وعمرو عرفة والإنتاج علي الشكل الذي ظهر في الفيلم بعد أكثر من خمس بروفات. وهل يمكن أن نعتبر هذا الفيلم أولي تجاربك في البطولة؟ - هذا الفيلم بطولة الفنان أحمد السقا. ولكن الفيلم يحمل اسمك «ابن القنصل»؟ - هذا حقيقي الفيلم عليه اسمي «القنصل» ولكن كما هو واضح البطل هنا ابن القنصل وليس بالضرورة أن يحمل اسم الفيلم أو عنوانه البطل وحده. وهذا الجدل تكرر معي في فيلم «الريس عمر حرب» الذي اعتبره البعض اسمه دليلاً علي أنني بطله المطلق ولكني قلت إن هذا الفيلم بطولة الفنان هاني سلامة لأنه يسبقني في السينما. وما السر وراء تكرار تجاربك مع الفنان أحمد السقا لدرجة أن الجمهور أصبح يتوقع وجودك في أي فيلم له؟ - هذا حقيقي أنا أحب هذا الفنان جدًا وأقدر حبه لي وحرصه أن أكون معه في أغلب أفلامه وحتي في هذا الفيلم هو الذي طلبني لأشاركه البطولة وهو الذي رشحني لهذا الدور ولذلك أقول إن أحمد السقا هو بطل الفيلم لأنه هو الذي حصل علي السيناريو ثم أرسله لي، كما أن أحمد السقا لديه أشياء كثيرة يستطيع أن يقدمها في كل تجاربه وأنا أستمتع بالعمل معه لأننا أصبحنا نجد سهولة في التواصل وتحول العمل بيننا لنوع من الكيمياء التي تجعلنا نقدم سويًا أحلي ما عندنا. ولكنك صرحت من قبل بأن تجربتك القادمة للسينما سوف تكون من بطولتك المطلقة؟ - لا أعرف لماذا يجعل البعض من اسم البطل مشكلة أري أن هذا الفيلم من الطبيعي أن يتعامل معه الناس أنه فيلم يضم اثنين أو ثلاثة نجوم نحبهم، فلماذا يحمل اسم بطل واحد ومع ذلك فردي الوحيد هو أن «ابن القنصل» بطولة أحمد السقا وغادة عادل وأنا معهما أقدم دورًا هامًا وقريبًا سوف أقدم البطولة في فيلمي الخاص. وهل من الممكن أن تستعين بالفنان أحمد السقا في فيلمك؟ - هذه الترشيحات سابقة لأوانها وعندما استقر علي فيلمي القادم سوف أحدد ملامحه وأعلن عن تفاصيله ولكن فيما يخص جزئية الفنان أحمد السقا، فهو الفنان الوحيد الذي إذا شارك في فيلم من بطولتي بمشهد واحد سوف يصبح الفيلم من بطولته حتي وإن قدمت به 100 مشهد وهو مشهد واحد. ولماذا تغيبت عن السينما لأكثر من عامين بالرغم من إعلانك عن رغبتك في التركيز في السينما حتي لا تغيب عنها لصالح التليفزيون؟ - هذا حقيقي لم أكن أرغب في الغياب كل هذه الفترة بل كنت أتمني أن أتمكن من تقديم أكثر من فيلمين في العام الواحد ولكني كنت مشغولاً في تصوير مسلسل «موعد مع الوحوش» ومن قبله «تاجر السعادة» وهكذا ولكنني سوف أكثف تركيزي في السينما وبالفعل عندي عدد من المشاريع المؤجلة من بينها «التشريفة» و«الولد» و«الحرامي والعبيط» وأنتظر أن يتم تجهيز واحد من بينها لأبدأ تصويره. وما السر وراء الحماس الذي تتحدث به عن فيلم «ابن القنصل»؟ - لأنني اكتشفت خلال تصويره لأشياء مهمة كما أنني استفدت من التعامل مع المخرج عمرو عرفه لأول مرة فهو مخرج مبتكر يستطيع أن يقدم ما هو مختلف كما أن كل واحد في هذ الفيلم بذل مجهودًا كبيرًا جدًا وكان بداخلنا رغبة في عمل شيء جديد. هل ابتعادك عن دور البطولة السينمائية تجاهل منك أم تجاهل من المنتجين؟ - أنا لم آت للفن لكي أكون بطلاً والبطولة ليست من ضمن أهدافي لسبب بسيط وهو أنني مقتنع بأننا لسنا في زمن الأبطال أو زمن الأحلام الكبيرة وكنت سأسعي للبطولة إذا كنت أيام رشدي أباظة مثلا لأنه كان زمن الأبطال ولكن حاليا نحن في زمن تحقيق الأحلام الصغيرة، ولهذا البطولة لا تغريني ومن المفروض ألا تغري أحدًا.. وللعلم ليس من الصعب أن أكون بطلاً وأحصل علي ملايين ولكن أنا أعمل في الفن بمبدأ الترشيد. وما المقصود بالترشيد في الفن؟ - اشتغلت في سوق التجارة كثيراً وبالتحديد تجارة الحلويات «الشرقية» وعرفت كيف تبيع وتشتري وعندما أصبحت فنانًا اتعامل بنفس المبدأ ولكن بدلاً من بيع البضاعة أصبحت أبيع أفكاراً وعرفت كيف تعمل بمبدأ الترشيد ولا تغرق السوق بالبضاعة لذلك أفهم جيدًا معني أن يطلبني المخرج في فيلم لأنه يريد أن أقدم «الحته دي بس» بطريقة معينة لأنه يري أنني أجيدها. وهذا المبدأ يعمل به نجوم أوروبا لذلك أصبحت أعمالهم عالمية.