كتب- محمد الدرس تشهد ساحة قراءة القرآن الكريم حالة من الصراع والجدل الذي بدا خفيا ثم ظهر علي السطح من خلال انتقادات وجهها الشيخ الطبلاوي للقراء الذين يرتدون البدلة ، ولا يلتزمون بالجبة والقفطان، وهما مما يميزان القارئ، بينما ظهر تيار آخر بزعامة الدكتور أحمد نعينع يري ان الجلباب والعمامة زي من أصل تركي وليس من السنة في شيء وأصبح الآن لا يرتديه إلا قلة منهم. وكانت البداية من الشيخ محمد الطبلاوي شيخ القراء المصريين ونائب نقيب القراء للتعرف علي أسباب الهجمة التي يشنها علي قراء القرآن الذين يرتدون البدلة ، حيث أوضح قائلا :" أنه ظهرت موجة جديدة للقراء يرتدون البدلة بما يخالف ما عرف به قراء القرآن والمشايخ المصريون في جميع العالم، ولذلك تبنيت فكرة إعادة الزي الأزهري لجميع القراء". وعن سبب الخلاف تحديدا مع الدكتور نعينع دون غيره ممن يرتدون البدلة قال :" خلافي مع نعينع سببه إنكاره للزي الرسمي للمشايخ وتأكيده أنه لا يحب أن يرتدي زي القراء المعروف والمشهور والمألوف لدي العامة والخاصة، ويصر علي عدم ارتدائه رغم أنني نصحته كثيراً جداً وأبي، وهو ما يعطي فرصة للباقين من عدم ارتداء الزي الأزهري". وطالب الطبلاوي بضرورة أن تقوم القنوات الفضائية والتليفزيون المصري بجعل زي القارئ ضمن قيود الظهور علي شاشات التليفزيون. وأكد أنه لابد ألا ينسي قراء القرآن أنهم سفراء لكتاب الله معلومو الهوية بهذا الثياب، وعليه فإن من يتخلي عنه فقد يتخلي عن هويته المهنية ويصبح مثل العوام في الطريق وينادونهم بيا ( أخ -ويا كابتن - ويا أستاذ) لأنه ليس له عنوان في مظهره. علي الجانب الآخر يشير القارئ الدكتور أحمد نعينع إلي أنه يحتفظ برأيه في مسألة الزي لنفسه ولا يفرضها علي أحد لأنه له ظروفه الخاصة في عمله كطبيب. ويؤكد قارئ الإذاعة محمد الخشت أن مسألة الزي هي حرية شخصية ترجع للقارئ نفسه حسب الظروف التي يراها أنها تتناسب مع عمله فليس هناك شروط بالنقابة ولا غيرها تلزمنا بزي معين إلا للوقار الشخصي حيث إن هذا الاختلاف يؤثر تأثيرا سلبيا علي علاقة المشايخ بعضهم البعض. ويري القارئ أنور الشحات محمد أن ارتداء البدلة بكل أنواعها يجعل القارئ يتماشي مع العصر، وقال :" لقد سافرت كل بلدان العالم دون لفت نظرمن أحد علي ثيابي رغم أن والدي رحمة الله عليه الشيخ الشحات محمد كان يرتدي العمة والكاكولا والقفطان وكذلك أخي الشيخ محمود الشحات أنور وهو أيضا معروف في الوسط إلا أنني أختلف في الزي لأنني أري ذلك مناسبا لي وليس خارجا عن شروط الأدب والحياء في شيء، كما يتماشي مع العصرية في إطار الضوابط الشرعية" موقف النقابة وحول موقف النقابة يقول الشيخ أبوالينين شعيشع نقيب قراء مصر إن النقابة لا تتدخل في مسألة الزي لكونها حرية شخصية، فلا توجد أي قيود من النقابة علي ذلك، ومع ذلك يعترف الشيخ شيشع بأن المستساغ والمتعارف عليه في الأوساط الإجتماعية هو العمة والكاكولا والقفطان لقارئ القرآن. ويضيف ان بعض القراء أصحاب المهن مثل الدكتور أحمد نعينع يصعب عليهم ارتداء الزي الأزهري، لذلك فله أن يرتدي ما يشاء لأنه طبيب ومعروف في مهنته وكذلك الشيخ رأفت حسين وهو مهندس أيضا ومعروف في مهنته، مشيرا إلي أن الجيل الحالي لا يهوي كثير منهم العمة والقفطان. ولفت إلي أن الشيخ الذي ليست له مهنة سوي تلاوة القرآن الكريم فعليه ألا يرتدي غير الزي الأزهري حفاظا علي وقار زيه ومهنته ، وقال :" ليس لأحد حق في أن يختلف مع الأخر علي زيه ومظهره وحريته في ذلك طالما أن النقابة ليست مجمعة علي قرار بإلزام القراء بزي موحد وجعلته متروكا لحرية صاحبه" .