شرح لي الدكتور آسر زكي نظرية «فينبرج جلاشور سلام» في توحيد القوي الكهرومغناطيسية مع القوي الذرية الضعيفة، وكان ذلك هو أول تعرف لي علي برنامج توحيد القوي الأساسية في الكون.. مرت السنون وظل آسر يشجعني علي أن أدخل إلي محراب العلم الحقيقي.. كتبنا بحثاً أو بحثين معاً أعتقد كانا عن نظرية الكوارث لرناه توم الرياضي الفرنسي وبعد ذلك رشحني الدكتور آسر لعضوية الجمعية الملكية للطبيعة التي حصلت منها بعد ذلك علي الزمالة وأعتقد أنني أول مهندس مدني إنشائي في التاريخ يحصل علي هذه الدرجة في علم الطبيعة، لقد مضي علي صداقتي لأستاذي الفاضل الدكتور آسر علي زكي أكثر من أربعين عاماً وأشكر الله كل يوم علي صداقته وأرجو من الله أن يديم عليه الصحة ويطيل من عمره.. آسر هو مثال العالم المصري الحقيقي وكثير الأسماء اللامعة والملمعة في الخارج يبدو عليها الصدأ بالمقارنة بعطائه لمصر.. لقد رأس قسم الهندسة المدنية في الإسكندرية وتخرج تحت إشرافه مئات من حملة درجة الماجستير وعشرات من حملة الدكتوراه وآلاف من المهندسين الكهربائيين الذين يعملون في مصر والعالم العربي.. ما قيمة جائزة نوبل تأخذ في أمريكا بالنسبة لمصر بالمقارنة بذلك.. ما قيمة أن يكون أي عالم مشهوراً في ألمانيا أو إنجلترا بالنسبة لمصر بالمقارنة بذلك. وهناك عشرات مثل الدكتور آسر من جامعة الإسكندرية أنا لا أعرفهم وربما هو يعرفهم.. ومصر تعرفهم هل تسألني جامعة الإسكندرية لماذا بعد كل ذلك؟ الإجابة لأن جامعة الإسكندرية هي منارة للعلم في العالم العربي.. منارة حقيقية وليست وهمية مبنية علي دعاية وجوائز وتصنيف أجنبي مدفوع الأجر ومؤشرات كاذبة مفتعلة.. أما الإسكندرية فهي المدينة التي تعلم فيها فيثاغورس وكتب فيها إقليدس موسوعته. وأخيرًا وليس آخرا الإسكندرية هي عروس البحر الأبيض المتوسط و«غاليين عليا أهل الإسكندرية».. وليمت الحاقدون بغيظهم.