في أول خطوة إجرائية يبدأ معها العد التنازلي لاستفتاء تقرير مصير جنوب السودان تبدأ اليوم - الاثنين - مفوضية الاستفتاء في تسجيل الناخبين الذين يحق لهم التصويت في الاستفتاء المحدد حتي الآن في التاسع من يناير المقبل. ويستمر تسجيل الناخبين حتي 17 يوما في جميع الولايات الشمالية بالسودان إذ تضم مراكز التسجيل 2798 مركزا منها 175 في الولايات الشمالية و2623 بالولاياتالجنوبية، ووصلت إلي الخرطوم بعثات من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والجامعة العربية لمراقبة تسجيل الناخبين في الاستفتاء. ووصلت إلي القاهرة لجنة من مفوضية الاستفتاء لتسجيل الناخبين الجنوبيين المقيمين بمصر حيث تم تخصيص مركز بالقاهرة ضمن ثمانية مراكز خارج السودان خاصة في الدول التي تحظي بتواجد للجنوبيين لا يقل عن 20 ألف شخص، وحدد وفد المفوضية مكانا لتسجيل الجنوبيينبالقاهرة في المعادي بالقرب من مقر مكتب اتصال حكومة جنوب السودان. وفي مفاجأة تعكس صعوبة إجراء الاستفتاء في موعده المحدد في اتفاقية السلام طالب رئيس مفوضية الاستفتاء محمد خليل إبراهيم بتأجيل موعد التصويت 6 أسابيع عن الموعد المقرر، ذلك أنهم يحتاجون وقتا إضافيا لتنظيم الإجراءات بكفاءة عالية، لافتا إلي أنه في انتظار اتفاق من شريكي الحكم لضمان ذلك. وقال خليل إن القانون يسمح له بتأجيل الاستفتاء بشرط موافقة الطرفين، لافتا إلي أن من ضمن التحديات تأخر تسجيل الناخبين في الخارج. وانتقدت مفوضية الاستفتاء ضعف التمويل اللازم لعملها حيث تأخر نحو 60% من التمويل اللازم لها، في حين حذر تحالف منظمات المجتمع المدني في جنوب السودان من إمكانية تزوير قوائم الناخبين خاصة أنه لم يتضح حتي الآن الذين يحق لهم التصويت في الاستفتاء من القبائل والجماعات العرقية بما يعني أن هناك أخطاءً في عملية التسجيل. وقال بيان للتحالف إن ضعف الإرشادات سيسبب مشكلة كبيرة في المناطق الحدودية بين الشمال والجنوب في ظل التزاوج بين القبائل المختلفة. وفي القاهرة نظم مكتب حكومة جنوب السودان الخميس الماضي احتفالية بكنيسة جمع القديسين بالزمالك لدعم الانفصال شارك فيها عدد من قيادات الجنوب، وشدد رئيس المكتب فرمينا منار علي أن شعب الجنوب لن يحارب بعضه لأن سياسة إضرب العبد بالعبد انتهت بلا راجعة، نافيا أن يؤدي الانفصال إلي تقسيم الدول الإفريقية كما يردد البعض. وقال فرمينا إن حكومة الخرطوم لن تستطيع تزوير إرادة الجنوبيين في الاستفتاء، مشيدا بإجراءات طباعة الأوراق الخاصة بالاستفتاء التي تمت في جنوب إفريقيا. من ناحية أخري نفي المتحدث باسم الجيش السوداني اتهامات الجيش الشعبي لتحرير السودان بقصف مواقع للحركة الشعبية بالجنوب.