كتب - م- ماجد الراهب تحتفل الكنيسة ومصر بالعيد التاسع والثلاثين لحبرية قداسة البابا شنودة الثالث وبهذه المناسبة نتقدم لنيافته بالتهنئة القلبية متمنين لكنيستنا السلام الذي ننشده جميعا. ومن خلال ثقتنا في البابا ورحابة صدره وبدالة البنوة نضع أمامه بعض الامنيات نتمني ان تتحقق خلال السنة القادمة لحبريته. نتفق جميعا علي أهمية التراث القبطي والدراسات القبطية التي باتت في محط الأنظار ليس في مصر فقط ولكن في العالم أجمع وأصبح في كل جامعات العالم أقسام coptology وكانت أول لفتة مصرية لهذه الدراسات كانت في عام 1953م عندما أبدي الدكتور عزيز سوريال رغبته في إنشاء معهد للدراسات القبطية وفي ذلك الوقت تحمس الأنبا يؤنس أسقف الجيزة والأنبا ياكوبس مطران القدس. وفي 21 يناير سنة 1954م أصدر أعضاء المجلس الملي قرارًا بالموافقة علي مشروع إنشاء معهد الدراسات في جلسة رأسها كامل يوسف صالح (وكيل المجلس في ذلك الوقت)، وفي الجلسة عينها تقرر أن يكون مقر المعهد بالدور الثاني من المبني الحالي الذي يشغله المعهد بالانبا رويس وافتتح المعهد في 17 فبراير سنة 1954م. وتولي رئاسة المعهد الدكتور عزيز سوريال صاحب الموسوعة الشهيرة (الموسوعة القبطية) والتي كان للبابا شنودة يد كبيرة في أن تري النور. وذلك يذكرنا بالمؤتمر الدولي للدراسات القبطية، والذي عقد عام 1976 في القاهرة عن طريق هيئة الآثار المصرية ومنظمة اليونسكو وقد شارك فيه حوالي 16 دولة. وفي اجتماع البابا شنودة الثالث مع أعضاء المؤتمر أشار إلي الموسوعة القبطية، ونتيجة لذلك تم إنشاء الجمعية الدولية للدراسات القبطية. وفي هذا المؤتمر تمكن عزيز عطية من الحصول علي الدعم المعنوي والمادي وكان في مقدمة من استعد للمساهمة المالية "هيئة المعونة القومية للإنسانيات" وهي هيئة أمريكية مستقلة وذلك بعد أن قدم عزيز عطية للهيئة مشروع الموسوعة متضمنا العلماء والمواد، وذلك في يوليو 1977، وبهذا التأييد تحقق أن تبدأ الموسوعة رسميا في سبتمبر 1977. وكان لدعم البابا شنودة الثالث لهذا المشروع أن انهالت المساعدات المادية من الأفراد والهيئات في أمريكا وأوروبا وفي مصر عن طريق لجان تكونت لهذا الغرض تحت إشراف أمين فخري عبد النور. وكان المعهد يضم الاقسام التالية 1- الآثار واللغة القبطية 2 - تاريخ الكنيسة 3 - الدراسات الأفريقية وأهمها الأثيوبية 4 - القانون الكنسي 5 - اللاهوت 6 - المجتمع القبطي 7 - الألحان والموسيقي القبطية 8 - الفنون القبطية المختلفة 9 - التصوير والميكروفيلم 10 - الدراسات المسيحية العربية.. وأضيف إليها دراسة اللغات المساعدة الأخري كاللغة الإنجليزية والفرنسية. وفي سنة 1991 ميلادية، توفي بالولايات المتحدةالأمريكية، د. عزيز سوريال عطية، وله من العمر تسعون سنة.. وقد كان يعمل أستاذاً لتاريخ العصور الوسطي بقسم التاريخ بآداب الإسكندرية حتي أوائل الخمسينيات - لكن تقويم الجامعة لم يذكر اسمه - ثم ارتحل من مصر نتيجة خلافاته مع الجامعة، فقضي بقية عمره بأوروبا وأمريكا، وتولي التدريس بكُبريات الجامعات الغربية حتي وفاته. والغريب أن مجموعته الخاصة من وثائق ومخطوطات والتي تبلغ 156 مجلداً عربياً تشتمل علي 177 عنوانًا، عدا البرديات والوثائق الأوربية والخرائط قد آلت هذه المجموعة الخطية، مع مئات الكتب المطبوعة، إلي مكتبة الجامعة التي بدورها أهدتها الي مكتبة الاسكندرية. وتتوالي السنون ويتولي قداسة البابا الرئاسة الفعلية للمعهد بحكم كونه أسقفا للتعليم قبل توليه الباباوية. ومن هنا نطرح امنياتنا لقداسة البابا أن يستعيد المعهد مكانته ويفتح أبوابه للجميع كسابق عهده للدارسين الأقباط والمسلمين وأن يكون له مجلس أمناء من أساتذة الجامعات المتخصصين في الدراسات القبطية، أملا في أن يعتمد المعهد من المجلس الاعلي للجامعات. اعتماد منح مالية للمعهد وكذلك منح دراسية بالخارج حتي يصبح هناك متخصصون أكفاء يناط بهم تولي مسئولية الحفاظ علي التراث القبطي ومتفرغون لذلك. أن يقوم المعهد بتقديم دورات تخصصية للمصريين جميعا بدون التقيد بسن أو درجة علمية لزيادة الوعي بأهمية الثقافة القبطية. عمل برتوكولات مع المؤسسات وجمعيات المجتمع المدني سواء بالداخل أو الخارج في مجال الدراسات القبطية لتعظيم دوره التنويري في المجتمع. فتح فروع للمعهد بالمحافظات المختلفة بالتعاون مع الابروشيات أو الجامعات الاقليمية، تشجيع الآباء الرهبان بالدراسة بالمعهد وذلك لإعداد جيل من الرهبان واع بأهمية الدراسات القبطية والتراث والاثار القبطية يساعد ديره في تسجيل وتوثيق ما به من زخائر تراثية. تكثيف الدراسات اللغوية القبطية نظرا لإزدياد أهميتها في كشف جزء هام من تاريخ مصر وإحياء حركة الترجمة إلي العربية. ضرورة مشاركة المعهد في كافة الانشطة التي ترتبط بالتراث القبطي ومتابعتها في كافة انحاء مصر ويمكن تشكيل لجنة للمتابعة مهمتها رصد وتسجيل ذلك. أخيرا المعهد يحتاج دعما ماليا كبيرا حتي يتسني له تأسيس معامل لغات وكمبيوتر وترميم وميديا....... الخ وذلك لن يتأتي إلا من خلال رعاة مؤمنين بأهمية ورسالة المعهد. رئيس مجلس إدارة جمعية المحافظة علي التراث المصري