النجاح لم يأت إليك من بوابة الحظ وإنما عليك انت ان تفتح الابواب المغلقة للوصول الي الطريق المنشود، عرفت داليا زيادة ان تحقق التوازن في حياتها حيث أحبت نفسها أولاً حتي تتمكن من مساعدة المجتمع وآمنت بقدراتها فاحترمها الجميع وأثنوا عليها. داليا زيادة هي اسم قد يكون تردد علي مسامعك مؤخرا بعدما حصلت علي جائزة آنا ليندا للإعلام الأورمتوسطي لهذا العام ولكن هذا الفوز سبقه مجهود كبير، فقد استطاعت من خلال طموحها وتمسكها بالأمل أن تنجز الكثير في سنوات قليلة حيث بدأت مشوارها منذ أن كانت طالبة في كلية الآداب قسم اللغة الانجليزية. عشقها للكتابة دفعها الي عالم الصحافة فعملت بجريدة الاهرام واستمرت بها عامين ولكن جذبها مجال حقوق الإنسان فانصب اهتمامها علي ذلك لا سيما انها أرادت ان تكون اكثر تأثيراً واندماجاً بالمجتمع وانضمت الي عدد من المؤسسات الأهلية فاكتسبت العديد من الخبرات. قبل ان تتم عامها الخامس والعشرين اختارتها منظمة المؤتمر الاسلامي الامريكية لتأسيس وإدارة مكتبها بالقاهرة وتمكنت باتقانها لعملها وأفكارها المتميزة من أن تجعل من هذا المكتب واجهة لمنطقة الشرق الأوسط، كما قدمت الكثير من المشروعات لخدمة المجتمع وتعريفهم بحقوقهم والاساليب الصحيحة للمطالبة بها. من أهم المشروعات التي قدمتها وتفخر بها مهرجان القاهرة لأفلام حقوق الانسان الذي تم اطلاقه عام 2008 بهدف التوعية بحقوق الانسان عن طريق الافلام لتصل الرسالة الي مختلف فئات المجتمع وهي فكرة بدأت دول اخري في تطبيقها بعد مصر، كما انها تبنت قضية الدفاع عن حقوق المرأة والعنف الذي يمارس ضدها.. علي سبيل المثال الختان فأسست تحالفاً لمواجهة هذه القضية. بخلاف عملها بالمنظمة فإن مدونتها الالكترونية التي أسستها تحمل الكثير من أفكارها ووجهات نظرها في مختلف القضايا حيث إنها أحد السبل لتعبر عن آرائها التي نالت عنها إعجاب الجميع والدليل علي ذلك حصولها علي جائزة آنا ليندا للإعلام الأورمتوسطي لعام 2010 عن فئة الصحافة الإلكترونية التي اكدت لها انها تسير علي الطريق الصحيح خصوصا ان لجنة التحكيم مكونة من كبار الشخصيات علي مستوي العالم. ونالت الجائزة عن مقالين الاول بعنوان "الكشف عما يدور في فكر المرأة المسلمة" اما الثاني فهو "المسألة ليست النقاب ولكنها المصداقية "تعتبر داليا هذه المقالات نتاجاً لتجارب كثيرة تكونت من خلال اختلاطها بالمجتمع فهي رغم انشغالها بالعمل في مجال حقوق الانسان فإنها طوال هذه الفترة لم تهمل الكتابة فظلت تضع افكارها علي الورق في صورة مقالات باللغة الانجليزية التي تجيد التعبير بها عن ما يدور بخاطرها.. كما اصدرت كتابين حيث رصدت التغييرات التي حدثت خلال الاربعة الأعوام الماضية وعبرت عنها في كتاب "مصر إلي أين"؟ الذي صدر العام الماضي لاقي صدي جيدا بالاضافة إلي اطلاقها ديوان "لا" ضم مجموعة من قصائدها وتحلم بأن يكون لها بصمة كل عام من خلال اصدار كتاب جديد يحمل أفكارها ويؤكد للجميع أن كل فرد يستطيع أن يعمل ويصل إلي ما يريد ولا يحتاج سوي لمثابرة وعدم الاستماع إلي أصوات الاحباط واليائس التي تحيط به.