آه تتأرجح النفس بين اليأس و الرجاء أحياناً أشعر بان الموضوع ليس مستحيلاً، يحتاج فقط إلي ركلة حظ قوية وأجد نفسي في قاعة المجلس .. أناس كثيرون حالفهم التوفيق ولكن كثيرون أيضا أخطأتهم الركلة فلم يحصدوا إلا الخسارة وآه من تلك الخسارة .. يقولون إن الموضوع مكلف جداً لافتات قماشية تهنئ الأهالي بأي شيء تهنئة بمناسبة وغير مناسبة، المهم أن يصبح الاسم متداولاً، وإعلانات في صحف تهنئ المسئولين الكبار والصغار ومتوسطي الأحجام بسلامة الوصول أو بتجديد الثقة أو الرخصة أو عفش الشقة أي عبارة والسلام أضع بجانبها صورتي في حجم صغير وصورة المسئول بحجم أكبر، وكلما كبرت رتبة المسئول استلزم ذلك زيادة في الفارق في حجم الصورتين تقديراً لمكانة المسئول وحجم المسئولية. وكلما اقترب موعد المعركة اشتعلت حرب السرادقات، فلا بد من الاحتكاك الشديد بالجماهير حتي تتولد بيننا الطاقة الحرارية الكافية لدفعهم لتأييدي. لقد كنت أعتقد أنهم يتقاتلون علي هذه العضوية من أجل المزايا التي أسمع عنها، بعضهم يقولون مكافآت مجزية للجلسات وآخرون قالوا شقة!! فقلت: هؤلاء والله مغفلون ينفقون الملايين من أجل مكافآت بمئات وشقة بآلاف. كان ذلك حتي جلست مع الأخ مفتاح غاليٍ وكان سكرتيراً ومساعداً للعضو السابق - رحمه الله - ويقود له سيارته ويغسلها أحياناً.. عندما فتح الموضوع أمامه وقلت له معلوماتي عن المزايا أغرق في الضحك حتي كاد يرقد علي ظهره وقال لي: أي أبله أنت؟! شقة وسيارة؟!! إن هذا الكارنيه أشبه ما يكون ببطاقة ذكية تفتح لك البوابة الإلكترونية لمغارة علي بابا! أولاً: تسبغ عليك هذه العضوية منعة وحصانة من أن يقبض عليك أو أن يفتشك أو يفتش سيارتك أحد حتي يمر بإجراءات معقدة تكفل لك النجاة من أي مأزق. فسألته مستغرباً : أي مأزق؟ وماذا يضيرني من تفتيش سيارتي، أنا تاجر خردوات و لست عضوا في المافيا! ما الحمل الذي يجعلني أحتاج لحصانة لعدم كشفه؟!! فأجابني : كل ما خف حمله وغلي ثمنه وحظره القانون أيها العبقري.. البضاعة التي يباع الكيلو منها بالآلاف. فقلت: نعم عرفتها وأعلم أن مكاسبها بالملايين، وطالما تمنيت أن يكون لي نصيب فيها ولكني أخاف أن أتاجر فيها فلدي أولاد أريد أن أبقي لهم لأربيهم. فرد قائلا : أولاً واضح أن أولاد رجل فاضل مثلك لا يحتاجون التربية، ثانياً قلت لك إن هذه الحصانة تجعل ضبطك من رابع المستحيلات، وسيكون نقلك للحمولة أشبه بنقلك لحمولة من فرش الأسنان. وهذه قطرة من فيض، فهذا الكارنيه المبروك يفتح لك علاقات مع الكبار جدا،فلعلك تعلم أن أيسر وأمتع طريقة لكسب الملايين في بلادنا هي لعبة الأراضي. فهي أشبه ما تكون بتعبئة الهواء في أكياس ثم بيعها بالملايين، فقلت له: كيف؟ فقال: بسيطة، الكارنيه يفتح لك خطاً مباشراً مع ( وأدني فمه من أذني وأسر لي باسم الرجل ومعذرة لا أستطيع ذكره فالرجل له أفضال علي الجميع) المهم هذا الرجل سيخصص لك قطعة أرض من أملاك الدولة - أعزها الله - بملاليم تبيعها أنت بعد شهور بملايين وانتهت الحدوتة ها حلوة و لا منتوتة ؟! وهناك أيضا السمسرة في الحصول علي التراخيص المعقدة بكل أشكالها لمن يرغب ويدفع .. وأيضاً مشروع يسمونه العلاج علي حساب الشعب، يقولون إن فيه لقمة عيش حلوة ربنا يجعل الكارنيه من نصيبك وتتذوق طعمها، بلدنا جميلة يا ناس بلد حضارة السبعة آلاف سنة والحياة فيه حلوة والله لمن يعرف مفاتحها، وأنا.. أنا مفتاح غالي سأقف بجانبك ودعوت معه وقلت يارب اجعل لي نصيباً في هذا الخير الوفير والنهر المتدفق.. آه كانت الأفكار تتلاطم في رأسي وأنا أسير في الشوارع بعد منتصف الليل بعدما انتهيت من جولة بين الجماهير. لا أتذكر عدد من سلمت عليهم ولا من اضطررت إلي تقبيلهم رغم التحذيرات بحظر التقبيل خوفا من إنفلونزا الخنازير. ولكن حرارة الحلم في رأسي كفيلة بقتل أعتي الفيروسات يارب حقق آمالي أنا عبدك المشتاق عبده مشتاق