فرضت أحداث الفتنة الطائفية التي شهدتها عدة دوائر انتخابية نفسها علي الدعاية الانتخابية لمرشحي هذه الدوائر في انتخابات الشعب الحالية، وسيطرت دعاوي التحذير من تكرار هذه الحوادث علي خطاب المرشحين خلال لقاءاتهم بالجماهير. باتت فرص النواب السابقين الذين تفاعلوا مع هذه القضايا وأسهموا في حلها قريبة من الفوز الفوز بمقاعد هذه الدوائر، لقربهم من طرفي الأزمة. ورغم سيطرة هذه القضايا علي الأجواء العامة في الانتخابات إلا أن القدرة علي تقديم الخدمات والدراية بمشكلات الدوائر تعتبر العامل الأكثر حسمًا في ترجيح كفة المتنافسين علي مقاعد هذه الدوائر. تأتي دائرة نجع حمادي في مقدمة الدوائر التي شهدت أحداث الفتنة نظرا لبشاعة الحادث الذي أطلق فيه شاب النار علي الكنيسة يوم عيد الميلاد مما أدي إلي مقتل 6 أقباط وإصابة 10 بنيران عشوائية، وتلاها واقعة اغتصاب فتاة فرشوط التي وجهت النائبة جورجيت قلليني خلالها اللوم لصبري أيوب محافظ قنا ونائب الدائرة عبدالرحيم الغول. يقول عبدالرحيم الغول: إن بعض المرشحين في الدائرة يركز علي الخطاب الديني سواء الإسلامي أو المسيحي بهدف استقطاب أصوات الفريقين، لكنه يؤكد أن مثل هذه الأساليب لا تجدي مع الشعب القناوي الذي لا يعرف مثل هذه التفرقة، مشيرًا إلي أنه يمثل الدائرة منذ 40 سنة ولم يترشح أمامه قبطي واحد، مفسرًا ذلك بثقة الأقباط فيه. ويشير الغول إلي أن برنامجه الانتخابي وخطابه مع أهالي دائرته لا يركز علي القضايا الطائفية أو الدينية بقدر ما يركز علي الموضوعات ذات الطبيعة الخدمية والاقتصادية نظرا لمعرفته بمشكلات الدائرة الحقيقية. وأوضح سامح برسوم عضو مجلس محلي نجع حمادي إلي أن غياب المرشح القبطي عن الدائرة «مرشحة قبطية وحيدة علي مقعد الكوتة» لم يمنع بعض المرشحين من تغليب الخطاب الديني وسعي كل منهم لكسب تأييد جمهور الكنيسة والمسجد حتي وإن لم يتم هذا بشكل معلن كما أشار إلي أن أغلب المرشحين يركز في دعايته علي مضمون الهلال مع الصليب وهو ما دفع عائلات كثيرة مسيحية ومسلمة لتعليق لافتات تأييد لمرشحين بعينهم. وحظيت دوائر محافظة المنيا بنصيب كبير من حوادث الفتنة فقد شهد مركز ملوي في مايو عام 2008 أحداث دير أبوفانا التي تنازع خلالها الرهبان مع القبائل المجاورة علي توسعة سور الدير فيما كان مركز ديرمواس شاهداً علي احداث قصة كاميليا شحاتة زوجة الكاهن سمعان عبدالملاك وشهدت دائرة مغاغة واقعة الخلاف الشهيرة بين الأسقف أغاثون ومحافظ المنيا أحمد ضياء الدين بسبب توسعة المطرانية. أسهم بعض النواب السابقين في احتواء هذه الأزمات من خلال التواصل مع القيادات الشعبية والتنفيذية في المحافظة ومنهم علاء حسانين المرشح عن دائرة ديرمواس والنائب عيد لبيب عضو مجلس الشوري مما زاد من فرصهم في الفوز بمقاعد الدوائر الملتهبة. من جانبه أكد علاء حسانين سعي بعض المرشحين في ديرمواس لاستغلال هذه الأحداث الطائفية في كسب تعاطف المسلمين أو المسيحين مشيراً إلي أن هذا الأمر يعد سلاحاً ذا حدين حيث قد يسهم في رفع شعبية المرشح لدي فريق ويهوي بها لدي الفريق الآخر مما يضعف فرصه في الفوز. أما د.وجيه شكري مرشح حزب التجمع في بندر المنيا فيشير إلي أن حديث الوحدة الوطنية أصبح السمة الأساسية في مؤتمرات كثيرة من المرشحين لافتا إلي أن هذا الأسلوب غير مجد لأن الانتخابات في الصعيد بصفة عامة تحكمها العلاقات العائلية لا الروابط الدينية ومشددا علي أن الأحداث الطائفية ليست إلا حوادث عائلية وجنائية تأخذ طابعاً طائفيا بسبب استغلال بعض المغرضين لها.