استقبل الرئيس حسني مبارك صباح امس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة الفريق اول الركن عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع السوداني ، الذي نقل رسالة من الرئيس السوداني عمر البشير تتعلق بتطورات الاوضاع في السودان ، وحضر المقابلة المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع والانتاج الحربي ، والسفير عبد الرحمن سر الختم السفير السوداني بالقاهرة. قال الوزير السوداني ان الرئيس اكد خلال المقابلة دعم مصر الكامل للسودان لاحلال السلام والاستقرار والتنمية ، واستعدادها لتقديم جميع اشكال الدعم للسودان والوقوف الي جانب وحدته. وأضاف ان الرئيس مبارك مع اجراء استفتاء يتمتع بالشفافية ،ويؤدي الي وحدة طوعية واختيارية بين الشمال والجنوب. وقال ان زيارته لمصر تأتي في اطار العلاقات المتميزة بين البلدين، ولشرح الموقف الحالي الذي يواجه السودان بشأن الاستفتاء، والوضع في دارفور.. مشيرا الي انه قدم خلال المقابلة شرحا وافيا حول الاوضاع في مناطق التماس بين الشمال والجنوب، والمشكلات التي تواجه اجراء الاستفتاء في موعده المقرر ، وما يجب ان يتم قبل إجرائه من عمليات مهمة حتي يضمن السلام. وأوضح أن القضية الجوهرية للمسألة بين الشمال والجنوب،هي قضية السلام ، والامن والاستقرار في المنطقة ، وبالتالي ينبغي الاعداد جيدا لإجراء الاستفتاء لأنه ليس غاية ، وانما وسيلة لترسيخ ودعم الأمن والاستقرار. واضاف الوزير انه شرح للرئيس أهمية ترسيم الحدود حتي يتم الاستفتاء علي حدود معلومة ومعروفة ،وكذلك ضرورة حل قضية "أبيي" ،موضحا ان أهمية منطق أبيي لا تتعلق فقط بظهور البترول فيها كما تردد وسائل الاعلام ، لأن موضوع البترول مسألة عارضة ، وانما ترجع أهميتها الي ان بعض القبائل السودانية الكبيرة تقيم فيها لسبعة أشهر من كل عام للرعي . واعلن عن الاتفاق علي ترسيم نحو 80% من الحدود بين شمال وجنوب السودان ، وان المشكلة تكمن في أقل من 20% من المناطق الحدودية ، مؤكدا ضرورة حل مشكلة ترسيم الحدود حتي لا يكون هناك أي مبرر لحدوث اقتتال في المستقبل . وأضاف الوزير ان هناك مناقشات تجري حاليا لحل عدد من القضايا العالقة مثل الهوية والديون وتقسيم البترول ، وذلك قبل اجراء الاستفتاء ، حتي يكون الاستفتاء أداة لدعم الاستقرار والسلام . وردا علي سؤال حول وجود مؤشرات لتأجيل موعد اجراء الاستفتاء ، قال وزير الدفاع السوداني أن المنطق والواقع يؤكدان ضرورة تأجيل الاستفتاء ، ولكن من الضروري حل جميع القضايا مثل ترسيم الحدود والاتفاق علي منطقة ابيي ، لأن حلها في اطار دولتين يفسح المجال امام التدخلات الاجنبية والتباعد. و حول رد فعل حكومة الخرطوم في حالة الاعلان عن انفصال الجنوب من طرف واحد ، قال الوزير السوداني ان هذا الأمر غير قانوني ولن يعترف به الاتحاد الافريقي لأنه يتناقض مع اتفاق السلام في السودان واجراءاته. وحول الوضع في دارفور حاليا أكد عبدالرحيم ان الوضع في دارفور في الوقت الراهن في افضل حياته ، حيث اختفت بعض الحركات المسلحة من الوجود تماما ، واصبحت بعض الحركات الأخري في اضعف حالاتها. وحول امكانية نشر قوات دولية بين الشمال والجنوب قبل اجراء الاستفتاء ، قال الوزير السوداني ليس هناك اي اتفاق او قرار بنشر قوات دولية ، وهذا الامر غير مطروح ،والامم المتحدة والاتحاد الافريقي سبق وان نفيا ذلك.