قامت مجموعة من السيدات من ربات البيوت المصريات ذوات الخبرة الكبيرة في إعداد الأطعمة الشهية بزيارة إلي الأسواق المحلية المصرية لمحاولة حل مشكلة الطماطم المجنونة التي طال وعظم تأثيرها علي البيوت المصرية في الفترة الأخيرة.. وهي المشكلة التي يتوقع الخبراء استمرارها خلال شهر نوفمبر القادم واستمرار أسعارها المجنونة في التأرجح بين 8 و10 جنيهات للكيلو الواحد.. وبزيارة الأسواق المحلية، وفحص الخضروات الموجودة فيها للبحث عن بديل للطماطم، لم تجد مجموعة ربات البيوت من أي حل.. وقبل أن يتملك منهن اليأس والإحباط، اقترحت إحداهن اللجوء إلي أسواق الفاكهة علهن يجدن بديلا للطماطم هناك.. وبالفعل وجدت السيدات أن أسعار الكثير من الفواكه أقل من أسعار الطماطم، وبخاصة فاكهة الموسم هذه الأيام وهي (الجوافة).. وهكذا جاءت الفكرة العبقرية والافتكاسة الجهنمية التي قامت بتنفيذها مجموعة ربات البيوت فورا.. بعد شراء كمية مناسبة من الجوافة لإجراء الاختبارات في المعمل أقصد المطبخ توجهت السيدات إلي العمل المنظم.. غسلن الجوافة جيدا.. قطعنها بهدف استخراج البذور الداخلية.. ثم تولي فريق منهن تقطيعها إلي قطع صغيرة.. وباستخدام الخلاط الكهربائي وإضافة قليل من الماء أصبحت الجوافة عصير جوافة سميك القوام.. جاءت المرحلة الحاسمة.. إضافة ثمرة طماطم واحدة لكل كيلو عصير جوافة مع ملعقتين من الصلصة الجاهزة وإعادة خلطه باستخدام الخلاط الكهربائي.. النتيجة مذهلة.. كمية كبيرة من عصير الطماطم الصالح للاستخدام في طبخ أي نوع من الخضروات.. وكان المؤشر الأخير لنجاح الافتكاسة هو استخدام العصير الجديد في صنع صينية بطاطس وصينية كوسة.. نعم! قامت السيدات ربات البيوت بالانتهاء من صنع الطعام بالصلصة الجديدة وكان فاخرا.. تذوقن الطعام فوجدنه لا يختلف كثيرا عن المصنوع باستخدام الطماطم المجنونة.. أللهم إلا بعض رائحة جوافة غير واضحة المعالم لأن شكلها اختفي تماما.. نجح الاختراع بمرتبة الشرف.. خسارة أنهن لم يقمن بدعوة أحد برامج الطبخ ليسجل مراحل الافتكاسة، ولحظات السعادة بنجاحها.. لم يفت الأوان، فهناك ثلاث خطوات متبقية أمامهن لتثبيت الفكرة.. الإعلام.. تسجيل براءة الاختراع.. ثم تحويله إلي بيزنس قبل أن تتم سرقة الفكرة.. لقد علمنا بالأمر بسبب تسريب أخبار عما حدث بشكل غير رسمي عن طريق إحدي السيدات ربات البيوت.. ولكن الاختراع سوف يخرج للنور في وقت قريب بالطرق القانونية التي تضمن حقوقهن.. قد يعتقد البعض أن هذه دعابة، ولكنها ليست كذلك.. هي حقيقة واقعية حدثت هذه الأيام بالفعل ونجحت السيدات في استخدام الجوافة بدلا من الطماطم.. وكما يقولون (الحاجة أم الاختراع).. وقد وصلنا إلي مستوي الاحتياج الشديد لدرجة أن بعضنا قام بعمل اختراع.. شخصيا لم أذق الطعام المطهو بالجوافة.. ولا أعتقد أنني سأتذوقه لو كنت أعلم أنه مطبوخ بها.. ولكن صديقاتي ممن تذوقنه قلن إنهن لم يشعرن بالغضاضة، وإن طبيخ الجوافة كان جيدا.. والآن علي المواطنين الاختيار بين الاستفادة من هذه الافتكاسة الجديدة ومحاولة تجريبها.. أو اللجوء مثلي إلي الطعام المسلوق.. وكلاهما بالهنا والشفا.