طالب المترجم والكاتب خليل كلفت بضرورة الاجتهاد من أجل تطوير النحو العربي، قائلا: أنا مع اللغة العربية ولست مع إسقاط الإعراب، فنحن مرتبطون بتراث كبير ممتد من الشعر الجاهلي، وصولا لما تم علي يد مثقفين كبار مثل شوقي ضيف وغيره، ولكن يفترض أن يكون لدينا اجتهاد، لأنه وبرغم كل الاجتهاد الذي تم في تاريخ النحو العربي، فإنه لم يتجاوز استيعاب ما هو موجود، وتجديد لما هو قديم. جاء ذلك خلال الندوة التي عقدها «مركز البحوث العربية والإفريقية»، لمناقشة كتاب «من أجل نحو عربي جديد» لخليل كلفت، الذي أكد أن مجمع اللغة العربية كان قد بادر بمحاولة لتجديد النحو العربي عام 1945 علي يد بهي الدين بركات وزير المعارف حينها، وتم تشكيل لجنة حينها تكونت من طه حسين وعلي الجارم وتوصلت لقرارات اعتبرت تاريخية في النحو، إلا أنه عام 1958 تم إسكات هذه القرارات من قبل أعداء التطوير. وقال الدكتور عماد عبد اللطيف، أستاذ البلاغة بكلية الآداب جامعة القاهرة: اللغة العربية بها حواشي وتغيرات عديدة، سيطرت علي دارسي علم النحو لفترات طويلة، ولعل جزءًا من أهمية الكتاب أن كاتبه ليس متخصصا أكاديميا في علم النحو، وإنما هو باحث ومترجم، يري أننا لابد وأن نخدم اللغة العربية بتطوير النحو، كما حدث في اللغات الأخري كالإنجليزية والفرنسية. أما الباحث مسعد خيري فقال: يجب أن يكون لدينا وعي تام بأن اللغة لا تنفصل عن الثقافة، وتلك هي الفكرة التي احترمتها الدولة اليهودية حين قامت، فاتخذت من العبرية أساسا لها، وجعلتها لغتها الوحيدة، والتجديد لا يعني أن ننفصل عن الثوابت والأصول، وإنما الانطلاق منها نحو الجديد.