سيظل عالم الأزياء والموضة علي مر العصور والأزمان يعترف بأسطورة كوكو شانيل التي لا مثيل لها.. فلقد امضت الكاتبة جوستين بيكاردي طيلة العقد الماضي للبحث في أسرار نجاح كوكو شانيل فهي العلامة التجارية الاكثر نجاحا علي مدي العصور وهو ما دفعها لاصدار كتابها الجديد «كوكو شانيل: الأسطورة والحياة». ولدت مصممة الازياء الفرنسية غابرييل بونور شانيل عام 1883 لأسرة فقيرة وتوفيت والدتها من الفقر وكانت شانيل في عمر 11 عاما وتركها والدها للبحث عن الثورة في أمريكا ودائما ما تصف شانيل نفسها بأنها فتاة فقيرة ونشأت وتربت شانيل في دار للايتام، وفي عمر الثامنة عشرة تعلمت شانيل الحياكة والتطريز وبرعت فيها، إلا أنها رفضت ان تكمل حياتها في تطريز الملاءات فسافرت لدي عمها في مدينة فتشي حيث عملت في الاستعراض والغناء في مقهي صغير وهناك أطلق عليها اسم الشهرة الذي صاحبها طيلة حياتها «كوكو». وبعد إطراء أصدقائها علي مهارة وبراعة كوكو في صنع قبعاتها قامت شانيل بإنشاء محل لبيع القبعات.. وفي تلك الأوقات كانت شانيل تفتقر الي التقنيات والادوات اللازمة لصناعة القبعات لذا كانت تشتري القبعات من المحلات الكبري وتعيد شانيل تزيينها علي طرازها الخاص. وسرعان ما اتسعت شهرة شانيل في صناعة القبعات التي اتسمت بالبساطة والبعد عن التكلف والتخلي عن موضة ريش النعام والقبعات الضخمة وفي عام 1921 أصبحت شانيل ماركة عالمية بعد ان افتتحت فرعها الاكبر في العاصمة الفرنسية باريس. وأثرت الحرب العالمية الأولي بدورها علي الازياء في تلك الفترة، وخلال رحلتها في الحياة التقت شانيل بعدد من الفنانين البارزين مثل بيكاسو وسترافينسكي وكانت لديها الكثير من العلاقات والصدقات التي أثرت في حياتها مثل الصداقة التي جمعت بينها وبين ونستون تشرشل وعلاقتها مع دوق وستمنستر.. وهو ما أثار حولها الكثير من الشائعات عن كونها تتعاون مع النازيين، وعلي الرغم من العلاقات الكثيرة التي غلفت حياة شانيل الا انها لم تتزوج ولم تنجب أطفالاً. وأبدت شانيل انزعجها من الازياء التي سادت بعد الحرب العالمية الثانية التي أدخلها كريستان ديور فتري شانيل أن تلك الأزياء أعادت المرأة الي سجن النمطية التي كانت أزياء شانيل قد اخرجتها منه. تحولت حياة شانيل من كونها فتاة عادية فقيرة لتصبح عنوانا للأناقة والموضة وباتت رمزا لأحدث صيحات الموضة العالمية فهي أول من أدخلت ارتداء النساء للبنطلون وموضة الشعر القصير وهو ما يعد ثورة علي التقاليد في تلك الفترة وهو ما جعل نجوم العالم يلهثون ليكونوا أول من يرتدون صيحات «شانيل». فعلي الرغم من أن شانيل رحلت عن دنيانا في عام 1971 عن عمر يناهز ال87 عاما فإنها ستظل أسطورة خالدة في الاذهان وفي عالم الموضة والأناقة. واتسمت أزياء شانيل بالبساطة والحرية خاصة للنساء فتبنت شانيل فكرة حرية المرأة في الحركة والقيادة وركوب الدراجات فأدخلت لعالم الموضة ارتداء النساء البنطال وتري ضرورة ارتداء المرأة للملابس التي تمنحها الحرية وسهولة الحركة.والاكثر من ذلك ارتداء الملابس التي تجعلها تبدو أصغر فلا تكشف السن الحقيقي للمرأة.وأوضحت شانيل في واحدة من تصريحات لها أن الأشياء المبالغ فيها والباهظة لا تناسبها بأي شكل من الأشكال أي انها لا تناسب أي امرأة أخري. وتري بيكاردي أن حياة شانيل تمتزج بالغموض والسعي للشهرة والثروة فشانيل قصة فتاة من الفقر المدقع أصبحت من الاثرياء ومحط أنظار عاشقي خطوط الازياء والموضة ونجوم السينما والفن.. فاستطاعت شانيل بمقصها الشهير أن تبتكر أحدث الأزياء.