بقلم : جورج بباوى هل دخلنا في نفق قانون نيوتن القديم لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه الوطن العظيم والعزيز لا يجب أن يدخل في ذلك النفق المظلم الذي إذا كان صحيحاً في الميكانيكا وغيرها إلا أنه ليس صحيحا بالمرة في العلاقات الإنسانية التي تجمع أبناء الوطن الواحد لأن رد الفعل المضاد والمساوي هو تمزيق لكل ما يجمعنا علي أرض مصر، يخرج علينا مطران دمياط في حديث مع جريدة المصري اليوم ليقول إن المسلمين ضيوف، سقطة كبري لا تختلف عن سقطة شخص آخر قيل إنه قال طز في مصر وسقطة المطران بشعة لأنها تنكر حق المواطنة الذي يطلبه ويجاهر به وهو حق كل مصري بغض النظر عن العقيدة الدينية والادعاء بأن الأقباط هم أصحاب حق في أرض مصر دون غيرهم بسبب الانتماء إلي المسيحية هو ادعاء لا يختلف في جوهره عن ادعاء اليهود بأن أرض فلسطين هي حق لليهود بمجرد أنهم يهود لم يحدث ذلك الامتزاج بين الدين في كنيسة مصر ولا يعرف التاريخ القبطي ذلك النموذج الصهيوني الذي لا يقبله كل يهود العالم والتزامن الغريب مع تصريح رئيس وزراء إسرائيل نتانياهو بأن إسرائيل دولة يهودية هو آخر مراحل تطور الحركة الصهيونية لأن يهودية دولة إسرائيل سوف تؤدي في النهاية إلي إعادة توطين كل من هو غير يهودي ولست أدري أين سوف يتم هذا التوطين لأننا أصبحنا لا نعرف حدوداً لإسرائيل. لست أظن أن الأنبا بيشوي يعرف أبعاد وخطورة ما يقول فهو بلا خبرة سياسية ومعرفته بالتاريخ شحيحة وهو وضع في مركز أكبر من قدراته بكثير وقد آن له أن يترك مكانه في المجمع المقدس لغيره بعد أن ظل في هذا المكان قرابة 25 عاماً وهو وضع ضد لائحة المجمع المقدس. لا تسمح المسيحية شرقا وغربا بأن يكون لفئة من البشر مكاناً خاصاً بهم ووطن لا يسكنه الآخرون من غير المسيحيين هذا ضد كل ما تعلم به المسيحية ولكن رد فعل تصريحات مطران دمياط كان غريبا لأن رجل القانون د.محمد سليم العوا رجل معروف ثقافته وخبرته الدولية والسياسية أكبر وما ذكره في الحوار مع الأستاذ أحمد منصور كان في حاجة إلي مراجعة من مقدم البرنامج الذي اشتهر بمحاصرة كل من يشترك معه بأسئلة دقيقة كيف أفلت زمام د.العوا لكي يتهم مطرانية بورسعيد باستيراد السلاح من إسرائيل؟ لا أدري كيف استطاع محامٍ قدير أن ينطق بهذه الكلمات التي تحمل طعنة قاتلة لأمن مصر وبالذات المخابرات العسكرية وهي الجهة المسئولة عن أمن القناة وسيناء كيف دخل السلاح من إسرائيل؟ ولماذا لم يقدم من استورد السلاح إلي المحكمة؟ وثمة سؤال آخر أكبر وهو ما هو مصدر معلومات د.العوا وهو لا يعمل في الأمن؟ من الذي أمده بهذه المعلومات الكاذبة؟ وإذا كان هذا مستوي رجل القانون وصاحب الاتصالات الدولية فما هو تصور رجل الشارع المصري الذي يجيش من الطرفين لكي ينهار أمن مصر علي حفنة لا تعرف أن مصائر الشعوب يحددها الدستور والقانون وأن حماية المواطن أمر خاص بسيادة الدولة لا يخص الكنيسة ولا يخص المسجد وإذا كانت السيدة كاميلا قد اعتنقت الإسلام فهذا حق دستوري يحميه الدستور وحماية الحق الدستوري ليس من اختصاص رجال الدين قاطبة. انقلاب يعقبه انفلات: تحدي قرار المحكمة الدستورية العليا والحكم هو عنوان الحقيقة لن أنفذ الحكم وتحمي الأنبا شنودة بالإنجيل ثم إشاعات خطف يجري الرعاع والدهماء لحملها إلي بؤرة الضوء ويأتي رد الفعل المضاد دولة داخل دولة، السلاح يستورد من إسرائيل وكأن إسرائيل تحب الأقباط محبة خاصة، الأديرة والكنائس مخازن للسلاح هذه كانت سقطات أعوام 80 - 81 وانتهت بكارثة 5 سبتمبر واغتيال الرئيس أنور السادات قبل ذلك كتب فضيلة المفتي الشيخ جاد الحق مقالا في جريدة الأهرام يسأل لمصلحة من؟ وهكذا أخذت ذات العنوان واضفت له ظاهرة الانفلات التي يبدو أن أيادٍ كثيرة تعبث لكي تحركها كيف غاب عن الأستاذ أحمد منصور أن يسأل كعادته د.العوا عن مصدر معلوماته وكيف غاب عنه أيضا ألا يسأل الأمن المصري قناة الجزيرة لها دور إعلامي مشبوه في بعض المواقف ولكن العبث في أمن مصر يجب أن يقابل بحزم فهو إثارة عن عمد ثم ما دام الانفلات هو ظاهرة يقولاها الإعلام فأعاتب رئيس تحرير المصري اليوم علي مقالات د.يوسف زيدان التي تؤكد أنه يدخل مجالات غير تخصصه لا تعجبه اللغة القبطية وهي لغة قوم ولكنها حسب زعمه مزعومة بل وثنية وخلع عليها دينا هو الوثنية رغم أن لغات الدنيا بأسرها بلا دين، ثم آخر مقال المخلص الذي لا يخلص يأخذ أحد ألقاب المسيح وهو أحد خصوصيات المسيحية لكي يكتب كلاما غير تاريخي وغير صحيح وبلا مرجعية سوي بعض القراءة في كتب أوروبية لا تسمح بها الجامعات الأوروبية والخلاص هو تعليم شاع في سفر المزامير ويعني حماية الله للانقياء والأبرار بل هو العون الإلهي الذي عرفه الرسول محمد في صراعه حسبما ذكرت السيرة النبوية واختلاف الألفاظ قد يوخفي علي غير المتخصص حقيقة وجوهر الرسالة ولكن ذلك الهجوم الناعم الذي يقوده د.زيدان يخلق أيضا رد فعل مضاداً ويزرع الشك في إيمان المسيحيين ويدفع إلي التطرف علي الجانبين، أردد سؤال فضيلة المفتي جاد الحق: لمصلحة من يحدث هذا الانفلات ولا أجد أمامي سوي تدمير مصر من الداخل وبأيدٍ مصرية.