كتبت مقالة باللغة الإنجليزية نشرتها مجلة علمية عالمية عن العلاقة بين «توماس مان» وشقيقه «هينرش» والأسباب الخاصة جداً في علاقتهما. وأسباب ذات صفة ليست للنشر ولذلك لن أتطرق لها. وهنا ولكن يجب أن أذكر أنه بعد أن أفلس ومرض هينرش لم يجد إلي جانبه إلا أخيه توماس لم يتحمل توماس وفاة أخيه هينرش. بالإضافة إلي انتحار اثنين من عائلته فمات كمدا من حزنه أولا والمرض ثانيا. وعلي الرغم من ذلك فإن الثراء الأدبي والفكري الذي أعطاه الأخان لألمانيا بل للعالم كله يفوق كل الثراء الذي أعطاه «كروب» صاحب المصانع الألمانية الكبري والمصنع الحربي الأول لجيوش الغزو الألماني التي مكنت هتلر للتورط في حرب طاحنة لم تأت إلا بالخراب لألمانيا. حتي الآن هناك روحان تسكنان صدري ولا أستطيع التأكد من أقرب لي؟ فكر توماس أم فكر هينرش، كلاهما وضع الإنسان أولا ولكني أميل في قراءة نفسي إلي نظرة توماس وأشعر بعدم راحة لجميع الأيديولوجيات يساريه كانت أو يمينية. المهم ما علاقة كل هذا بالموضوع العلمي الذي أنا بصدد الكتابة عنه وما علاقه كل ذلك باكتشافي الذي كرمته عليه في شنجهاي. لقد أخذني الكلام أقصد الكتابة.. والبداية كانت جملة توماس مان «نحن نسبب ما يبدو أنه يحدث لنا».. نعم هذا إلي حد كبير هو المعني الفلسفي العميق لاكتشافي وهو مبني إلي حد كبير علي الفهم العميق لأشياء مشابهة تعلمتها من عالم أمريكي فاضل هو المرحوم الأستاذ الدكتور «جون أرشبالد ويلر» وهذا ما سوف أشرحه غدا.