أكد الدكتور فخري لبيب أن جماعة الإخوان المسلمين "المحظورة"، كانت في تحركاتها داخل الجامعة خلال الحركات الطلابية تقف دوما ضد العمال والفلاحين، وأنها كانت تتحالف باستمرار مع أصحاب المصانع، وشعارهم في ذلك "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم". وأكد في الندوة التي أقامتها "ورشة الزيتون" لمناقشة كتاب "كوبري عباس" للصحفي سيد محمود، أن معركة الإخوان كانت طبقية لصالح رأس المال. وذكر لبيب أحد طرائف الإخوان مع اليساريين خلال الحركات الطلابية بين أربعينيات وستينيات القرن الماضي قائلا: من المضحكات أنهم ومقابل شعارهم القائل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول، كنا نحن اليساريين نقول"لا مليك إلا الله" وهو ما أوقع صغار المنتمين بالإخوان في معضلة مع أي الفريقين يهتفون؟ تساءل لبيب عن طبيعة كتاب "كوبري عباس" قائلا: هل هو كتاب تاريخ؟ أم تحليل؟ أم تعقيب علي التاريخ؟ فقد اعتمد الكاتب في الوقائع الموجودة بالكتاب علي مصادر معادية، وكأنه يكتب من خندق الأعداء حيث استشهد بالإخوان، وبعبد الرحمن الرافعي، المحسوب علي الحزب الوطني وقتها، وبشخص اسمه عصام الدين جلال، لم نسمع عنه نهائيا، ولا وجود له في تاريخ الحركة الطلابية، كما أنه ليس صحيحا ما ذكره الكاتب عن أن القيادة الوفدية لعبت دورا كبيرا في هذه المرحلة، لأنها في هذا التوقيت بالذات لم تكن تحظي بشعبية لتوليهم الوزارة علي أسنة الرماح في حمي الإنجليز. وهو ما علق عليه سيد محمود قائلا: القول بعدم وجود لشخصية عصام الدين جلال في الحركات الطلابية، لا يمكن الرد عليه إلا بأن هذه الشخصية لها مذكرات طبعت مرتين، دون أن ينالها تعقيب أو نفي أو رد من أحد. ورغم إشادة الشاعر يوسف شعبان بالكتاب، فإنه انتقد استعانة سيد محمود بالدكتور رؤوف عباس، وأخذ رأيه في أمور تتعلق بالحركة الشيوعية في حين أنه معادٍ لها، وقال: لقد استشهد الكاتب أيضا بآراء لطارق البشري عن الإخوان المسلمين، رغم أنه غير رأيه عام 82 بشأنهم، ولكن الكاتب لم ينوه لذلك، وكان من الأمانة أن يفعل. الدكتور محمد عفيفي استاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة قال: أكثر ما أعجبني في الكتاب هو الأمانة، والحقيقة الحركات الطلابية في مصر لم تلق اهتماما كافيا من الدراسة الأكاديمية والعلمية، رغم ما حظيت به في فرنسا وإنجلترا وأمريكا من دراسة متعمقة، ورغم أن هناك في أنحاء العالم أساتذة متخصصون في الحركة الطلابية، وذلك لما للحركات الطلابية من أهمية تجعلها تغير التواريخ ومسارات الأحداث، كحركة الشباب في عامي 68و72، وقد كانت تلك الأخيرة كفيلة بتغيير المجتمع، ولكن الحركات الطلابية لابد أن يصاحبها تغير في المناخ السياسي والاجتماعي علي مستوي الشارع. سلوي بكر عقبت قائلة: عندنا مشكلة في قراءة التاريخ، نقرؤه وكأنه انفصالات لا اتصالات، تلك إشكالية توقعنا في أخطاء علي شاكلة: لماذا لم تكن هناك إيجابيات للحركة الطلابية؟، في رأيي أن الحركة الطلابية التي بدأت في عامي 68 و72، قد آتت ثمارها، ولولا هذه المظاهرات وما مثلته من ضغط سياسي ما كانت حرب 73 لتحدث. وأكملت: ما أفسد الحركة الطلابية هم الفلسطينيون، وذراعهم الممتدة بالإغواءات، لقد استقطبت فلسطين نجوم الحركة الطلابية، وأدخلتهم في مسار الجمعيات الأهلية التي يأتي تمويلها معاديا للشيوعية، ولإسقاط الكتلة الشرقية، وكان من عوامل انهيار الحركة الطلابية أيضا، إنهاء علاقتها باليسار.