انتقدت وزارة الخارجية الإسرائيلية الزيارة المقررة للرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الي لبنان في منتصف الشهر الحالي، واعتبرتها مثيرة للقلق ومزعزعة للاستقرار ووصف يغال بالمور المتحدث باسم الوزارة، زيارة احمدي نجاد بأنها بمثابة جولة لإقطاعي كبير يزور مزرعته. وأضاف ان الرئيس الإيراني أبلغ نظيره السوري أن جنوب لبنان هو حدود إيران مع اسرائيل، وشدد بالمور علي ان كل ذلك يجب ان يثير الي اقصي حد قلق الذين يهتمون باستقرار لبنان والشرق الأوسط، علي حد قوله. ومن المتوقع ان يقوم احمدي نجاد خلال زيارته بجولة علي مناطق ومواقع تقع علي الحدود مع اسرائيل. ومن المقرر ان يلتقي احمدي نجاد كبار المسئولين وعلي رأسهم الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وبحسب مصادر سياسية، سيجتمع احمدي نجاد ايضا خلال زيارته التي تستمر ليومين مع مسئولين في حزب الله قد يكون من بينهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله. وزيارة احمدي نجاد في 13اكتوبر ستكون الأولي لرئيس ايراني الي لبنان منذ زيارة الرئيس السابق محمد خاتمي في مايو 2003. من جانبه، اعتبر منسق الامانة العامة لقوي 14 آذار فارس سعيد ان زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الي بيروت هي رسالة ان لبنان «قاعدة ايرانية» في المتوسط. وقال «انه استفزاز، لا يجدر بالرئيس الايراني التوجه الي هناك»، مضيفا «انها رسالة للقول ان ايران موجودة علي الحدود مع اسرائيل». وأكد مسئول في حزب الله طلب عدم الكشف عن اسمه ان احمدي نجاد سيزور قرية قانا التي وقعت فيها مجزرتان في 1996 و2006 تسببت بهما اسرائيل خلال معارك مع حزب الله، وسيزور ايضا منطقة بنت جبيل. واشار الي ان احمدي نجاد سيزور ايضا «معلم مليتا للسياحة الجهادية» الذي يضم اسلحة وعتادا وبقايا دبابات وآليات اسرائيلية غنمها مقاتلون من حزب الله خلال معارك مع جنود اسرائيليين، مشيرا الي ان الحزب يحضر للرئيس الايراني «استقبالا شعبيا حاشدا». فيما استبعد القائد العام لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان الجنرال البرتو اسارتا ان تتسبب زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد المرتقبة لجنوب لبنان في اي تصعيد. وقال اسارتا في تصريحات صحفية ان قوات اليونيفيل تقدمت باقتراح جديد حول مسألة قرية الغجر يدعو الي العودة الي ما كان عليه الوضع بين عامي 2000 و2006 وانها تنتظر حاليا الرد الإسرائيلي علي هذا الاقتراح مشيرا الي ان الجانب اللبناني راض عنه. يأتي ذلك فيما وصل الرئيس السوري بشار الأسد صباح امس الي ايران لاجراء مباحثات مع نظيره الايراني محمود احمدي نجاد تتركز علي القضايا الاقليمية كما ذكر التليفزيون الرسمي. ويضم الوفد المرافق للأسد وزير الخارجية وليد المعلم. تأتي هذه الزيارة في الوقت الذي ناشد فيه رئيس الحكومة العراقية السابق اياد علاوي الاربعاء الاسد خلال زيارة الي دمشق ان يطلب من طهران الكف عن التدخل في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. كما تأتي قبل زيارة الرئيس الايراني المقررة في 13 و14 من اكتوبر الحالي الي لبنان في الوقت الذي يشهد فيه هذا البلد حملة سياسية واعلامية متبادلة بين فريق رئيس الحكومة سعد الحريري وحزب الله علي خلفية المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري عام 2005. وقد حذر سياسيون لبنانيون في الأسابيع الاخيرة من امكان حدوث «فتنة سنية شيعية» في حال صدور قرار ظني عن المحكمة الخاصة بلبنان يوجه الاتهام الي حزب الله الذي اعلن الاربعاء انه قرر مع حلفائه رفض التمويل اللبناني للمحكمة التي اصبحت بنظره «اداة امريكية واسرائيلية».