حدثني الأسبوع الماضي الأستاذ السيد المشالي حول ما يتسبب به البعض في حدوث مهاترات وتوترات طائفية بغيضة. وشرح لي أهمية أن تكون هناك مرجعية للدعوة الإسلامية من خلال الأزهر الشريف. ولقد أرسل لي خطاب السيد علي محمد الشرفاء (مدير ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة سابقاً) والموجه لفضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب. يقول الخطاب: يعيش المسلمون اليوم في كل بقاع الأرض في حالة من التشرذم والتناقض في عرض الخطاب الديني مؤديا لمن يستقبل الدعوة الإسلامية وما يشوبها من تناقضات.. إلي خلق بلبلة فكرية لكل متلق لها من أصحاب الأديان الأخري مما يساهم في استغلال مواطن الضعف واستخدامها سلاحا ضد الإسلام، وخاصة ما يساعد في تلك المواقف المتشددة التي تتعارض وروح التسامح في تعاليم الإسلام. ونظرا لوجود مئات المراكز الإسلامية في دول العالم تقوم بأعمال الدعوة الإسلامية.. ولا يوجد بينها رابط أو تنسيق أو أن يكون لديها خطة واضحة المعالم محددة الأهداف قادرة علي بلورة حقيقة الرسالة الإسلامية ومقاصدها الإنسانية والحضارية المبنية علي الرحمة والعدل والسلام.. فإنني أري أنه يوجد فراغ هائل علي المستوي العالمي في مجال التوجيه والإرشاد برعاية الرسالة المحمدية السامية، ولا يوجد من لدية القدرة والريادة وتقدير تلك المسئولية العظيمة.. غير الأزهر الشريف ليقوم بدوره السامي تجاه البشرية. لذا فإنني أقترح الخطوات التالية ليتحقق للمسلمين مرجع يهديهم طريق الصواب ويرسم لهم مسيرة الهدي كما يلي: أولاً: يتم تشكيل لجنة من بعض علماء الإسلام المختصين في مجال الدعوة الذين لهم اتصالات سابقة مع مختلف الهيئات الدولية في مجال الحوار الإسلامي مع أهل الكتاب. ثانياً: تكون مهمة اللجنة إعداد وثيقة شعارها (الإسلام رحمة وعدل وسلام).. توضح فيها ما تدعو إليه الرسالة من أجل أن تتحقق للإنسان حياة كريمة دون تفرقة في الدين والمذهب أو الجنس واللون لتحقيق إرادة الله في الأرض (يا أَيهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَي وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات: 13. ثالثاً: تتم دعوة رؤساء ومدراء المراكز الإسلامية في الدول التي لا تدين بالدين الإسلامي إلي مؤتمر تحت رعاية مشيخة الأزهر لتكون بداية لمؤتمر للمراكز الإسلامية تتكرر لقاءاته كل سنة في القاهرة.. ليناقش المؤتمر الوثيقة المعدة من قبل مشيخة الأزهر.. لتبدأ انطلاقة جديدة للدعوة الإسلامية ويتم تأسيس مرجعية دائمة للمراكز الإسلامية. رابعاً: يتم انتخاب مجلس إدارة مكون من سبعة أشخاص، وتكون مدة العضوية سنتين حيث يعاد انتخاب أعضاء جدد كما يتم انتخاب مجالس تنفيذية في كل دولة من رؤساء المراكز الإسلامية في تلك الدولة. خامساً: ينشئ مجلس إدارة المؤتمر مركز اتصال وتنسيق في مشيخة الأزهر ليتولي الاتصال المباشر مع المراكز الإسلامية في دول العالم، ويحقق التنسيق والتشاور في كل ما يمكن أن يحقق التلاحم والتعاون بين الفروع والمراكز.