هويدا جامع هكذا أطلق عليها السجينات في سجن القناطر الخيرية هذا اللقب نظرا لالتزامها المسجد في جميع الاوقات واعطائهن دروساً دينية وتعليمهن القرآن الكريم والتجويد بالاضافة إلي ختم المصحف يومياً من خلال حلقات الذكر التي يتجمعن فيها داخل سجن المسجد والتي تعقبها ابتهالات دينية ودعاء ختم القرآن. هويدا دسوقي محمد 40 سنة المحكوم عليها بالمؤبد 25 سنة، بعد اتهامها بإحراق سيارتها وشقتها وشقة جارها المحامي وأسفر الحريق عن اختناق ابنه وموته - تروي: قضيت ثمانية اعوام داخل هذا السجن وبالرغم من انني مظلومة - علي حد قولها - بسبب تلفيق هذه التهمة من قبل الزوجة الثانية لزوج اختي التي تقطن معي في العمارة فارادت ان تنتقم من اختي حيت انها اغلب الاوقات تكون معي في المسكن وظنت انها موجودة معي في توقيت الجريمة ولكن لحسن حظ اختي انها لم تكن موجودة.. متسائلة: هل يعقل ان اقوم بحرق ممتلكاتي؟ فماذا أستفيد من ذلك؟ مؤكدة ان هناك مستجدات في القضية تثبت براءتها، لذا تم قبول النقض. تتذكر هويدا اول يوم دخلت فيه السجن تاركة وراءها اطفالاً صغاراً من بينهم ابنة رضيعة 40 يوماً بقولها: كنت يائسة من حياتي وساخطة علي كل شيء حولي وبالتدريج تأقلمت علي هذه الحياة وذلك من خلال لجوئي واعتصامي بالله عز وجل، حيث ادركت انه لا ملجأ ولا مفر إلا اليه، منشدة بصوتها الجميل العذب انشودة «تركنا الكل الا الله.. وما لنا في الدنيا سواه.. عرفناه فأحببناه تركنا الكل الا الله» معتبرة وجودها في هذا السجن منة ومنحة وإعارة لاحدي الدول التي يسافر اليها الانسان لاكتساب اموال إنما هي فتكسب حسنات وجنات عرضها السموات والارض فهي تجارة رابحة من الله. اشارت هويدا إلي أن وجودها في السجن كان فرصة عظيمة لحفظ نصف القرآن الكريم وتجويده.. وعن يومها داخل السجن تقول: ألتزم المسجد أنا ومجموعة من السجينات من الساعة العاشرة صباحا الي السادسة مساء يتم من خلالها قراءة كتب التفاسير وقراءة القرآن وسماعه عن طريق الكاسيت حيث يحتوي المسجد علي شرائط دينية وقرآن كريم لكل المقرئين بالاضافة الي شرائط الادعية والاناشيد الدينية. اما عن شهر رمضان فتعتبره من افضل الشهور التي يتقرب فيها العبد لربه خاصة في السجن، حيث إن الدنيا لا تشغلها.. وما أجمل ان يشعر الانسان بقرب الله عز وجل حيث يتم ختم المصحف في نهار رمضان اكثر من مرة عن طريق التجمعات الموجودة داخل المسجد فكل سجينة تأخد ثلاثة اجزاء يتم قراءتها الي ان يتم ختمه ثم نصلي ركعتين ودعاء ختم المصحف مشيرة إلي ان رواد المسجد يصلون الي 150 نزيلة يوميا. اوضحت أنهن بعد الافطار مباشرة يستعددن لصلاة العشاء في جماعة داخل عنبر السجن ثم التراويح ثم يقومون ليلا لصلاة التهجد والقيام. واختتمت حديثها بأنها تشعر بان الله لن يتركها وأنها سوف تخرج، معتبرة ما هي فيه ابتلاء تطهيراً للنفس وانشدت بصوتها الجميل العذب «تركنا الكل الا الله.. ولن نرجو الحياة سواه.. عرفناه وقدسناه.. فنولنا ما تمنيناه.. تركنا الكل الا الله».