آخر الافتراضات الأمريكية المطروحة، كما تقول الصحف الإسرائيلية - لحل معضلة الاستيطان في الضفة الغربية هو موافقة الحكومة الإسرائيلية علي تمديد التجميد الذي احتفل المستوطنون بانتهائه يوم 26 سبتمبر لمدة شهر أو شهرين بشرط استمرار السلطة الفلسطينية في المفاوضات المباشرة بعدها حتي لم تحقق هذه المفاوضات تقدما بخصوص مسألة الحدود.. وفي حالة قبول حكومة نتانياهو بهذا الاقتراح الأمريكي سوف تتعهد الادارة الأمريكية بالتزامات جديدة بعيدة المدي خاصة بأمن إسرائيل، كما ستقدم واشنطن التزامات أمريكية أخري للفلسطينيين بإقامة دولتهم علي حدود 1967 مع تبادل أراض بدون تحديد نسبة هذا التبادل. وسوف يسعي الأمريكيون خلال الأيام القليلة المقبلة إلي اقناع حكومة نتانياهو بهذا الاقتراح، وقبل اجتماع لجنة متابعة المبادرة العربية في 4 أكتوبر المقبل وهو الموعد الذي أرجأ أبو مازن اعلان موقفه والسلطة الفلسطينية من الاستمرار في التفاوض حتي يحين. ويواجه هذا الاقتراح الأمريكي عقبات علي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي معا.. فعلي الجانب الإسرائيلي كل ما أبدي نتانياهو استعداده له حتي الآن لا يخرج عن اطار ثلاثة أمور.. إما تجميد في المستوطنات العشوائية والمتناثرة فقط مع استمرار البناء في الكتل الاستيطانية الاساسية التي تبغي اسرائيل ضمها الي حدودها، او ابطاء الاستيطان في كل المستوطنات فقط بما فيها الكتل الاستيطانية، أو عدم بناء تجمعات استيطانية جديدة مع استمرار البناء في التجمعات الحالية كلها، سواء كانت أساسية أو صغيرة وعشوائية.. أما تمديد التجميد الحالي ولو لفترة قصيرة فهو أمر مازال غير مقبول. وقد سبق أن رفضت حكومة نتانياهو التمديد للتجميد لثلاثة أشهر كما اقترحت مصر وأيدتها الإدارة الأمريكية. أما علي الجانب الفلسطيني، فإن أبومازن سوف يجد صعوبة في أن يقدم تعهدات لواشنطن بالاستمرار في التفاوض المباشر بعد انتهاء فترة التمديد القصيرة المقترحة، لو لم يسفر هذا التفاوض عن اتفاق بخصوص الحدود. لكن واشنطن تراهن الآن علي اغراء نتانياهو بالحصول علي ثمن كبير لهذا التمديد القصير لتجميد الاستيطان.. كما تراهن علي إغراء أبومازن علي الموافقة في المفاوضات المباشرة بدون مطالبة بتمديد جديد للاستيطان بعد انتهاء المهلة الجديدة المقترحة للتمديد، وذلك بالتطمينات الأمريكية التي سيحصل عليها بأن حدود الدولة الفلسطينية هي حدود 1967، وهو ما كان يطالب به الرئيس الفلسطيني الأمريكيين من قبل. علي كل حال فإن نتيجة الجهود الأمريكية حتي الآن في اقناع الجانبين باقتراحها ليست مؤكدة.. لكن المؤكد أن ثمة مصلحة لأوباما وادارته بعدم تفجير المفاوضات المباشرة وإعلان انتهائها الآن وتأجيل ذلك حتي انتهاء انتخابات الكونجرس.