حينما كان يتم عقد ندوة ما لمناقشة كتاب أو موضوع يتعلق بأعمال نجيب محفوظ، كانت تصدر عن البعض انتقادات تتعلق بتكرار وكثرة تناول هذه أعمال ل «محفوظ»، وفي الندوة التي عقدها "نادي دار العلوم" مساء الخميس الماضي رد الشاعر شعبان يوسف، بشكل غير مباشر، علي هذه الانتقادات قائلا: جعلت نوبل من محفوظ وليمة للمدح السريع وأحيانا للقدح الأسرع، فكثرت الكتابات عنه لدرجة أنها أصبحت في معظم الأحيان عاجزة علي أن تصل لمحفوظ، وقد قدم الناقد الدكتور جابر عصفور انتقادا لمثل الكتابات في أحد أعداد مجلة "فصول" عام 1981 في مقال بعنوان "نقاد نجيب محفوظ". وقال يوسف في الندوة التي ناقشت كتاب "في غياب الحديقة حول متصل الزمان/ المكان في روايات نجيب محفوظ" للناقد الدكتور حسين حمودة: لا ينفي ذلك أن هناك كتابات تناولت أعمال محفوظ بعمق ومنها: "كتاب "المنتمي" للدكتور غالي شكري عام 1964 وكان أول كتاب يصدر عنه، كذلك "نجيب محفوظ الطريق والصدي" لعلي شلش، وكتب سيد قطب وأنور المعداوي وأحمد عباس صالح وغيرهم. وعلق حسين حمودة بدوره قائلا: رغم الكثير من الكتابات المهمة والعميقة عن أعمال محفوظ إلا أنها مازالت في حاجة إلي استكشاف، فمحفوظ مسلح بخلفية فلسفية تسمح بتعدد قراءاته خاصة الروايات التي كتبت في فترة الستينيات، وقد اتصلت تجربة محفوظ خطأ أو صوابا بالاهتمام بالمكان، لكن يمكن قراءة أعماله من مدخل عنصر الزمن، لأن سؤال الزمن من الأسئلة الكبري في أعمال محفوظ"، وأضاف: سألت محفوظ عن أهم الكتابات النقدية التي كتبت عنه، وبعد أن فكر قليلا قال إن كتاب إبرهيم فتحي "العالم الروائي عند نجيب محفوظ" هو أفضل ما كتب عني، لكني كنت أتمني أن يكتبه بطريقة عبد المحسن طه بدر". وعن فكرة الكتاب قال حمودة:"اضطررت للسفر لأوركرانيا لمدة أربع سنوات، كنت أعاني خلالها وأفتقد الكثير ومنه افتقاد نجيب محفوظ الذي تعودت لقاءه مع بعض الأصدقاء في أمسية دورية كل يوم اثنين ضمت عبد الرحمن الأبنودي وزكي سالم وعزيزة الياسرجي وغيرهم، لكني أخذت معي رواياته كي أعيد قراءتها، وكتبت هذا الكتاب وسجل الناقد الدكتور حسام عقل، اختلافه مع المؤلف في بعض المصطلحات ككلمة متصل، وقال: اعتقد أنه استبعد رويات محفوظ الثلاث الأولي لأنها أقل نضجا من باقي أعماله، وأتمني أن يستكمل حمودة هذا الجزء بجزء آخر عن مجموعات محفوظ القصصية.