كثيرًا ما تترك الدراما التليفزيونية أثرًا كبيرًا في نفوسنا خاصة التي تضم مشاهد حية من حياتنا، وهناك من يتمثل هذا الأثر الطيب في الواقع فيتغلب علي مرض أو يحقق إنجازاً يفوق خيال المؤلف.. فتصبح دراما الواقع أشد أثرًا في النفوس من دراما التليفزيون. إنها قصة عزيزة السيد التي تغلبت علي حزنها برحيل فلذة كبدها، وانتصرت علي يأسها متأثرة بمسلسل «هي والمستحيل» وتقمصت شخصية صفاء أبو السعود في رحلتها للتغلب علي الأمية لتكون د. عزيزة رئيس الوحدة المحلية بمشتهور مركز طوخ بالقليوبية. قصتها بدأت من حيث انتهت كل السيدات بعد حصولها علي دبلوم التجارة وزواجها وإنجابها ل6 أبناء وعملها كسكرتيرة في الإدارة الهندسية، لم تتوقف أو ترضي لإيمانها أنها تملك مهارات أكبر، وتزامن ذلك مع رحيل ابنها، فتخلصت من يأسها وحزنها ، بدأت بالالتحاق بالسنة الأولي من المرحلة الثانوية وتلازمت مع ابنتها في الدراسة حتي تفوقت عليها وحصلت علي مجموع 68% في الثانوية. حظها العثر وقف حائلاً أمام التحاقها بكلية الزراعة فالتحقت بالمعهد العالي للتعاون الزراعي،ثم التحقت بكلية الزراعة. لم تكتف بالتعليم الجامعي بل قررت أن تكمل دراستها العليا وأنهت الماچستير حول موضوع اتجاهات المرأة الريفية نحو المشروعات الزراعية الصغيرة وحلمت بعدها بالعمل في مركز البحوث الزراعية ولكنها فوجئت بالرفض، فتوجهت للمحافظ الذي اقتنع بجهدها وحماسها، وقرر تعيينها كرئيس وحدة محلية. تعترف عزيزة أن النجاح ليس صنع فرد بل بتقارب الأحباب ومد يد الأقارب فكان زوجها هو خط دفاعها الأول، بجانب أبنائها الذين تفوقوا في دراستهم في التربية الموسيقية وهناك من أسس شركة خاصة . تدعو عزيزة كل السيدات لعدم الاكتفاء بوضعهن أو الرضا بحالهن بل التمرد علي الذات والتسلح بالثقافة من قراءة أو متابعة برامج علمية لأن ذلك أفيد من العلم بلا طائل، وأن تدرك السيدات أن السلطان الحقيقي بالعلم ليس بالجاه، لأن ثمار الجهد والتعب هو النجاح وهو ما لا يقدره مال ولا جاه، ولا يوجد معني لليأس بعدما تغلبت عزيزة علي 40 عامًا من عدم المعرفة في مقابل سنوات جديدة من العلم والنجاح والدراسة.