عرض - مي فهيم مع حلول الذكري التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر التي هزت أرجاء الولاياتالمتحدةالأمريكية وغيرت وجه العالم وكانت سببا في انزلاق أمريكا نحو حرب تدور رحاها في العراق واللهث لتتبع فلول طالبان في أفغانستان ، اصدر المؤلف ماركوس موليتساس كتابه الجديد "طالبان الأمريكية" الذي يرصد من خلاله العدو العالمي الأول لأمريكا . ويري الكاتب أن ثمة أوجه تشابه بين الحزب الجمهوري في أمريكا وبين مؤسسات ومنظمات الإسلام الراديكالي في تبني وجهات نظر عالمية وتكتيكات مماثلة ..فيوضح ان الإسلام الراديكالي يركز علي الحكومات الثيوقراطية بل وتهدف إلي تقليص الحريات المدنية وقمع حرية المرأة والميل إلي التعذيب والإصرار علي استخدام لغة القوة بدلا من اللجوء إلي الدبلوماسية .. ويوضح المؤلف أن اليمين الأمريكي يوجد بينه وبين الإسلاميين الراديكاليين قاسم مشترك في الميول والاتجاهات فالتعصب هو السمة السائدة لطالبان أمريكا ،أو طالبان الأمريكي كما يطلق علي الكتاب ،وخير مثال علي ذلك تنامي مشاعر التعصب والغضب من مشروع بناء مركز إسلامي يضم مسجدا بمنطقة جراوند زيرو قرب أنقاض برجي مركز التجارة العالمي الذي دمر في هجمات الحادي عشر من سبتمبر وأظهر استطلاع لصحيفة »واشنطن بوست« بالتعاون مع »إيه بي سي نيوز« أن ثلثي الأمريكيين يعتقدون أنه لا يجب بناء المسجد في منطقة مانهاتن، وعلل بعضهم رأيه بحساسية المكان. حين أعرب 9 في المائة من جميع الأمريكين عن معارضتهم لبناء هذا المركز في أي مكان آخر في البلاد. وتأتي النتائج الجديدة للاستطلاع متماشية مع تنامي وجهات النظر العامة المنتقدة للإسلام، فقد ذكر 49 في المائة من جميع الأميركيين أن لديهم آراء سلبية عن الإسلام عموما، وقد ارتفعت وجهات النظر السلبية عموما بدرجة كبيرة بين الجمهوريين، حيث إن 67 في المائة من الذين يعرفون أنفسهم بأنهم جمهوريون يقولون إن لديهم آراء سلبية عن الإسلام، وأثار هذا الاقتراح ببناء مسجد جراوند زيرو مظاهرات خلال الأسابيع الماضية بل وصحبته تهديدات من القس الأمريكي تيري جونز بحرق القرآن . ويعزي المؤلف السبب وراء تفجيرات برجي التجارة العالمي التي هزت صورة أمريكا أمام العالم عام 2001 إلي انتشار اليسار الثقافي وحلفائه في الكونجرس وإعلام هوليوود فهي كانت وراء إثارة بركان الغضب تجاه أمريكا فبدون اليسار الثقافي لم تكن تشهد الولاياتالمتحدةالأمريكية هجمات الحادي عشر من سبتمبر. ويزيل الكتاب الستار عن حقيقة كراهية بعض من القادة في الحزب الجمهوري للقيم الأمريكية التي تؤكد علي الحرية والعدالة والتسامح وتعدد وجهات الأفكار والآراء واختلافها بل وهناك البعض من في أيديهم مقاليد السلطة يعملون ليلا نهارا علي تقليص الحريات المدنية والكبت الجنسي ومناهضة مثليي الجنس وفي التعامل مع النساء الفارق بين الإسلاميين الراديكاليين وطالبان أمريكا ان الأخير لا يفرض النقاب أو الحجاب علي المرأة ولكنه يحدد طريقة اللبس والحركة والتصرف وهو ما يعتبره المؤلف خيانة للديمقراطية الأمريكية، وأن الخطر المحدق الذي يواجه أمريكا هو الجهاديين المحلين وهو ما يعد التهديد الأكبر للديمقراطية الأمريكية أكثر من أي شيء آخر. فالمجتمع الأمريكي يواجه الكثير من التحديات لكن أشرسها علي الإطلاق هو الإسلام الراديكالي الذي يسعي للنيل من الدستور الأمريكي والحرية الفردية اللذان طالما جعلا من أمريكا شعلة الحرية التي تضيء ربوع العالم.