الهوس الذي اجتاح أمريكا لإحراق المصحف الشريف إحياء للذكري التاسعة لهجمات 11 سبتمبر ليس له ما يبرره اللهم إذا كانت تلك القلة الموتورة التي مست كلمات الله بنيران الحقد تتبني نظرية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن الذي اعتبر تلك الهجمات إيذانا بحرب صليبية ثم تراجع وزعم أنها مجرد زلة لسان.. ما يعني أن هؤلاء المهووسين وقعوا أسري لنظرية بوش التي قصد أن يرددها للاستفادة من هجمات سبتمبر أقصي استفادة! إن هجمات الحادي عشر من سبتمبر- سواء افترضنا وجود مؤامرة أو استبعدنا هذا الافتراض- لم تكن حربا بين الأديان كما أراد لها بوش.. وهناك الكثير والكثير من الأسرار حولها لو تم كشفها ستقلب كل الحقائق رأسا علي عقب.. بل هناك العديد من الأمريكيين الذين يدركون هذا الأمر جيدا. إن حرق المصحف الشريف وكلماته التي أنزلت من السماء لن يقلل من قدسيته حتي لو أحرق هؤلاء الموتورون آلاف المصاحف.. ويكفي تلك القلة أنها ظهرت أمام العالم منبوذة لا تحترم حرية الآخر.. ولا تحترم حرية الأديان التي يتشدق بها الغرب في كل مناسبة وبدون مناسبة.. بل يكفي المسلمون شرفًا أنهم رغم كل أنواع القمع والاضطهاد والقتل التي يعانون منها سواء في أفغانستان أو العراق أو في الأراضي الفلسطينية لم نشاهد يوما مسلما يجرؤ علي إحراق الإنجيل أو التوراة لأننا أمة تؤمن باحترام الأديان.. وحرية العقيدة. ومن الهوس الأمريكي إلي الهوس المصري حول اختفاء المواطنة كاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس واحتجازها داخل أحد الأديرة بعد أن ترددت أنباء عن إشهار إسلامها حتي وصل هذا الهوس ذروته بخروج بعض المسلمين في مظاهرات تطالب بظهور كاميليا في ليلة القدر وكأنها رابعة العدوية التي هداها الله إلي الطريق المستقيم بعد حياة حافلة بالخطيئة!! أقول لكل المهووسين في أمريكا وفي مصر: إن حرق آخر الكتب السماوية التي أنزلت من السماء لن يقلل من شأن الإسلام.. وإن إسلام كاميليا لن يزيد الإسلام شرفًا.. كما أن تخليها عن ديانتها المسيحية لن يقلل من مكانة تلك الديانة في مصر والعالم.. اتقوا الله! • كلام في الهواء: بعد انقضاء أيام وليالي رمضان.. يصوم الناس عن المسلسلات والإعلانات التي فطروا عليها طوال أيام الشهر الكريم حتي اصيبوا بتلبك درامي وتخمة إعلامية!!