بالأمس كتبت عن (application) الفيس بوك التي تعكس اتجاهات وميول مستخدميه وأغلبهم من الشباب.. وأشهر تلك الصفحات هي المتعلقة بقياس الحظ وقياس الحب.. وتحدثت عن الإحراج الذي يصيب البعض من جراء تلك الاختبارات العشوائية واختياراتها السخيفة التي تكون أحيانا غير مقصودة، وفي أحيان أخري متعمدة.. أما مؤخرا، وبمناسبة العيد وما يحمله من احتياجات لرسائل sms يتبادلها الأصدقاء، فقد وجدنا (application) جديدا يدعي (send sms) ولكنه وللأسف لا يمت للأعياد بصلة بل انه معني فقط بالرسائل (الشقية) كما يتضح من اسمه باللغة العربية.. ولكنها رسائل إما مضحكة، أو ساذجة، أو عميقة المعني بسيطة اللغة.. ومن أمثلتها: (مال البلبل ساكت مش سامعين تغريده.. يا تري باع موبايله ولا خايف علي رصيده).. (حرمتني من رؤياك، قولت ساكن بعيد.. حرمتني من رناتك، قولت مفيش رصيد.. حرمتني من رسايلك، قولت معندوش جديد.. لكن تحرمني من حبك، ده يزعلني أكيد).. وبعض الرسائل المضحكة مثل: (بعتلك سلامي مع كل نسمة معدية.. يا تري سلامي وصلك ولا النسمة دي حرامية).. (بعت حالي ومالي.. واتنين من عيالي.. علشان أشحن كارت.. وأقولك عامل ايه ياغالي).. كما أعجبتني رسالة: (في ناس تشوف في القمر حبها.. وناس تشوف في القمر حزنها.. وناس تشوف النجوم تحسها.. أو تتمني لمسها.. بس اللي يعرفك.. يحس أن الحياة لسه ليها طعمها).. وهي في مجملها رسائل خفيفة وتتناول المصطلحات المعاصرة في التعبير عن الحب، أو الإعجاب، أو الصداقة، أو مجرد إطلاق بعض القفشات.. وقد تأخذ فيما بعد شكلا أكثر حرفية فتجمع في كتاب بدلا من جمع بعضها في مجرد (application).. كما يكثر استخدام الشباب لكل ما يبحث عن صفات الشخصية ليس بطريقة علمية بل أيضا بالطرق الساذجة المنتشرة عبر الفيس بوك.. فتجد اختبارات مثل «اعرف شخصيتك من لونك المفضل»، «ما هي أفضل صفاتك؟»، «علام يحسدك الآخرون؟»، «أنت ذكي في ايه؟»، «الأغنية التي تصف شخصيتك»، «ما نظرة الناس لك عندما يروك؟»، «هل أنت ضعيف الشخصية؟»، «هل أنت غامض؟» وتجد خمسة أو ستة أسئلة سطحية توصلك إلي أن شخصيتك مثل بروس ويليز من نجوم السينما العالميين، ومثل كريم عبد العزيز من النجوم المصريين.. فما علاقة هذا بذاك؟ وأين أنت منهما؟ صحيح قد تكون هذه الاختبارات مسلية للشباب، وقد يستخدمون الرسائل أيضا للتسلية والضحك.. ولكن المشكلة هي ضياع الفكر وتشتته وسط هذا الكم الهائل من السطحية الذي يأخذ من أوقاتهم ويشغل تفكير كثيرين منهم بحيث لا يترك مساحة لما هو جاد، ولما هو نافع، ولما هو علمي، ولما هو واقعي..